النظام الوحيد للعالم وحزن على عدم وجود نظم أخرى تكشف! ولكن عالم نيوتن قد انتحى اليوم جانبا، ولم يعد التثاقل "Gravitation" مسألة جاذبية "صلى الله عليه وسلمttraction" وتمزقت "قوانين" الحركة في كل جهة بنظرية النسبية، وقد كانت الفلسفة تبحث ذات يوم في "الأشباح" والمجردات، وكان العلم يبحث في "المادة" و"المحسوس" و"الحقائق الواقعة"، أما الآن فعلم الطبيعة مجموعة مستورة "صلى الله عليه وسلمsoteric" من القوانين المجردة، "وفكرة المادة مفقودة بالكلية في الدوائر العلمية"1. وكان على الفلسفة أن تتنحى جانبا "ولا يزال بعض الناس يتوقعون موتها خلال خمسين عاما" أما العلم فعليه أن يحل مشكلاتنا. والآن في الوقت الذي يحمل رجل الشارع العلم والعلماء جميع أفكار الإلهام واليقين التي كانت متصلة ذا يوم بالإنجيل والكنيسة2, يقال لنا في تواضع إن: "البحث العلمي لا يفضي إلى معرفة طبيعة الأشياء الباطنة""3. "ص68-73 من الترجمة العربية".
وأما السيطرة -أو قل العجز- فقد تحدثنا عنه في إحدى فقرات هذا الفصل، وبينا أنه عجز دائم أصيل لا يؤثر فيه ولا ينقص منه هذا القدر من السيطرة الذي يحققه الإنسان "بالعلم" "والتكنولوجيا" وإن فتت الذرة وأطلق طاقتها، وإن ركب الصواريخ وطاف بها في أرجاء الكون؛ لأن الذي يرغب فيه الإنسان، ويحس بالعجز عن تحقيقه هو أمر بالنسبة إليه مستحيل التحقيق: أن يسيطر سيطرة كاملة على الكون. أن يقول للشيء كن فيكون. أن يخلد في الأرض. أن يعلم الغيب. وبعض هذه كان من المغريات التي أغرى بها الشيطان آدم منذ بدء الخليقة:
{وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} ! 4.
ومن هنا فإن الشعور بالعجز شعور دائم ملازم للإنسان في كل أحواله وفي جميع أوضاعه، وليس إنسان العصر الحديث ناجيا منه حتى يقول جوليان