صفاتها أساسية. ذلك أن الميزان يعجز عن وزنها ولا شيء يستطيع أن يعيدها إلى حالة المادة، فقد اختفت في عظمة الأثير.. والحرارة والكهرباء والضوء إلى غير ذلك.. تمثل آخر مراحل المادة قبل اختفائها في الأثير.. والمادة التي تنحل تخرج عن ماديتها بمرورها في حالات متتابعة تنتزع منها تدريجيا صفاتها المادية، حتى تعود في النهاية إلى الأثير الذي لا يمكن وزنه، ذلك الأثير الذي يبدو أنها نشأت عنه".

"الأثير؟.. ولكن ما هو الأثير؟ لا أحد يعرف! ليس الأثير فيما يقول لورد سالسبوري إلا اسما على الفعل "يتموج" والأثير خرافة ابتدعت لإخفاء الجهل المثقف للعلم الحديث. فهو غامض غموض الشبح أو الروح! وافترض أينشتين وجود الأثير حين أعاد تفسير الجاذبية، وعزم أخيرا أن يدخره إلى حين مع تحديد سلطانه! وكلما يعجز عالم من علماء الطبيعة ويتحير يقول: "الأثير"!

ويقول الأستاذ ادنجتون أحدث حجة في هذا الموضوع: "ليس الأثير نوعا من المادة، فهو لا مادي"".

"ومعنى ذلك أن شيئا لا ماديا يحيل نفسه إلى مادة بوساطة بعض الالتواءات "Contortions" الغامضة "دوامات "Voritces" كما سماها كيلفن" ويصبح ذلك الذي لم يكن له بعد أو ثقل، بإضافة أجزاء منه بعضها إلى بعض، مادة متحيزة، ويمكن أن توزن. أهو اللاهوات قد أعيد؟ أم هو علم مسيحي جديد؟ أم هو صورة من البحث الطبيعي؟ وفي الوقت الذي يحاول علم النفس بكل سبيل أن يتخلص من "الشعور" حتى يرد "العقل" "للمادة" يأسف علم الطبيعة في تقريره أن المادة لا توجد! ولقد قال نيوتن متعجبا: "أيتها الطبيعة احفظيني مما بعد الطبيعة "الميتافيزيقا" فياللأسف لن تقدر الطبيعة أن تفعل أكثر من ذلك".

"يقول برتراندرسل: "يقترب علم الطبيعة من المرحلة التي يبلغ فيها الكمال "وجميع الدلائل تدل على العكس من ذلك ... أما هنري بوانكاريه فيرى أن علم الطبيعة الحديث في حالة من الفوضى، فهو يعيد بناء جميع أسسه، وفي أثناء ذلك لا يكاد يعرف أين يقف، وقد تغيرت الأفكار الأساسية عن الطبيعة تغيرا تاما في العشرين السنة الأخير فيما يختص بالمادة والحركة كلتيهما، ولم تسمح أعمال كوري ورذرفورد سودي وأينشتين ومينكوفسكي لأي تصور قديم عن الطبيعة النيوتونية بالبقاء، وكان لابلاس يحسد نيوتن؛ لأنه كشف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015