الله.. أو أنها جميعا آلهة في وقت واحد، ولكنه في كل حالة يعلم أن هناك خالقا لهذا الكون الهائل. فيتخيله على صورة من الصور، ويعبده لونا من العبادة يحتوي على ركوع وسجود، وشعائر أخرى والتزامات.

وحين مد الإنسان ببصره إلى داخل الكون من خلال المناظير رأى عجبا يأخذ بالألباب!

رأى أن الشمس كلها والمجموعة الشمسية من حولها ليست إلا "نجما" واحدا من نجوم لا تحصى في مجموعة واحدة تعرف "بالمجرة" وأن المجرة التي فيها شمسنا ليست إلا واحدة من مجرات أخرى غيرها في الكون تعد بالملايين! كلها ذات نجوم تعد بالملايين!

ورأى أن هناك نجوما تبعد عنا عدة آلاف.. لا من الأميال.. ولا من ألوف الأميال "أي: ألوف الألوف" ولكن من السنين الضوئية! أي: المسافة التي يقطعها الضوء في سنة كاملة وهي رقم فلكي لا يتعامل به البشر على سطح الأرض:

186000× 60× 60× 24× 365.25= 5.896.713.600.000 ميلا تقريبا.

ورأى من حيث الحجم أن هناك نجوما تبلغ أضعاف حجم شمسنا، التي لا نراها بطبيعة الحال في حجمها الطبيعي لأنها تبعد عنا حوالي 93 مليون ميل، وأن هذه النجوم تبدو لنا مجرد نقط في الفضاء رغم حجمها الهائل ذلك؛ لأن مسافتها منا شيء مذهل، لا يقاس إليه بعد شمسنا منا.. وأن المسافة بين نجم ونجم في هذا الفضاء لا يكاد يتصورها عقل.. فما بال الفضاء كله؟ كم حجمه؟ ما أبعاده؟ هل هو منته أم ممتد بلا انتهاء!

وعلم -من طريق المناظير- أن الكون المرئي كله إن هو إلا جزء من الكون فحسب، وأن نسبته إلى الكون أمر لا يمكن تحديده؛ لأنه لا يمكن بعد تحديد مقدار ذلك "الكل".. لأنه كلما اخترع الإنسان آلة أبعد. بدا له من الكون مزيد لم يكن يراه من قبل، ولم يكن يحسب أنه كائن في الوجود!

ومع هذه الضخامة المعجزة يلحظ الحس البشري دقة معجزة كذلك.

ومن قبل أن يتوصل الإنسان إلى الأجهزة الدقيقة البالغة الدقة ليقيس بها مقدار الدقة في هذا الكون، كان يرى ما يروع حسه ويستغرق انتباهه.

كان يرى الدقة العجيبة في تتابع الليل والنهار بمواعيد مضبوطة على مدار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015