"أولها: أن الحركة مقلدة متبعة، وليست مخترعة، لذا ففي حالة نجاحها -جدلا- لن تزيد إلا في كمية المصنوعات التي تنتجها الآلة في المجتمعات المقلدة, بدل أن تطلق شيئا من الطاقة المبدعة في النفس البشرية".
"ثانيهما: في حالة النجاح الباهت -المفترض- هذا، وهو أقصى ما يمكن للمقلدين الوصول إليه، سيكون هناك خلاص -مجرد خلاص- لأقلية ضئيلة في أي مجتمع تَبَنَّى طريقة التقليد؛ لأن الغالبية لا
تأمل في التحول إلى أعضاء في الطبقة الحاكمة للحضارة المقلدة، ومآل هذه الغالبية هو تضخيم عدد بروليتاريا الحضارة المقلدة".
"كانت ملاحظة موسوليني ملاحظة حادة عندما قال: هناك شعوب بروليتارية1 مثلما هناك طبقات بروليتارية وأفراد بروليتاريون"2.
تلك هي القضية! إن تمسك المسلم بإسلامه شيء يغيظ أعداء الإسلام بصورة جنونية.. ولا يهدأ لهم بال حتى يذهبوا عنه ذلك التمسك ويميعوه "ومن وسائل ذلك كما أسلفنا دعوى الإنسانية والعالمية" فإذا تميع بالفعل، ولم تعد له سمته المميزة له، احتقروه كما احتقرت أوروبا الأتراك بعد أن أزال أتاتورك إسلامهم و"فرنجهم" و"غربهم"! بينا يقول أحد المبشرين في كتاب "الغارة في العالم الإسلامي": إن أوروبا كانت تفزع من "الرجل المريض" "وهو مريض" لأن وراءه ثلاثمائة مليون من البشر مستعدون أن يقاتلوا بإشارة من يده3 وهذا النص الأخير يدخل بنا إلى النقطة الثانية أو الهدف الثاني من استخدام دعوى "الإنسانية" في محاربة المسلمين.