"ويجب على المراقب الغربي أن يراعي حدود اللياقة ولا يسخر1 لأن ما يحاول "المقلدون" الأتراك القيام به هو تغيير وطنهم ومواطنيهم مما هم فيه إلى حالة كنا نحن منذ التقاء الغرب بالإسلام ننتقدهم لعدم وجودها طبيعة فيهم. وها هم حاولوا -ولو متأخرين- إقامة صورة طبق الأصل لدولة غربية وشعب غربي".
"وعندما ندرك تماما هدفهم الذي رموا إليه لا نستطيع إلا التساؤل بحيرة: هل يبرر هذا الهدف حقا الجهد الذي بذلوه في صراعهم لبلوغه2".
"من المؤكد أننا لم نكن نحب التركي التقليدي المسلم الذي كان يثير حنقنا عندما ينظر إلينا من عل على أننا فريسيون زناديق! ويحمد الله على أنه لم يجعله مثلنا، وبما أن التركي التقليدي القديم كان يعتبر نفسه من طينة خاصة، حاولنا أن نحط من كبريائه بتصوير هذه الطينة الخاصة شيئا ممقوتا وسميناه "التركي النكرة" إلى أن استعطنا أخيرا أن نحطم سلاحه النفسي، وحرضناه على القيام بهذه الثورة "المقلدة" التي استهلكها الآن أمام أعيننا".
"والآن، وبعد أن تغير التركي بتحريضنا ورقابتنا، وبعد أن أصبح يفتش عن كل وسيلة لجعل نفسه مماثلا لنا، وللشعوب الغربية من حوله، الآن نحس نحن بالضيق والحرج، بل ونميل إلى الشعور بالسخط والحنق، تماما كما شعر صموئيل عندما اعترف بنو إسرائيل بفظاظة غايتهم ورغبوا في وجود ملك".
"لذلك فإن شكوانا الجديدة من الأتراك في هذا الظرف أمر أقل ما يقال فيه إنه غير لائق3، وبإمكان التركي أن يجيبنا أنه مهما فعل فهو مخطئ في نظرنا".
"على كل حال، قد يكون انتقادنا للأتراك فظا وغير لائق، ولكن ليس فيه أي تحامل4 ولا هو خارج عن الموضوع، إذ ما الذي سيكسبه التراث الحضاري، في حالة عدم ذهاب جهود الأتراك سدى؟ أي: في حالة نجاحهم -فرضا- النجاح المرجو؟ وهذه النقطة تكشف حركة المقلدين عن نقطتي ضعفها الأصليتين فيها: