الحاجز الذي يحجز المسلم عن "التغريب Westenization" هو استعلاؤه بإيمانه، وإنه لا بد من تحطيم ذلك الحاجز لكي تتم عملية التغريب!

أرأيت! إنه هدف مقصود لذاته ... ألا يشعر المسلم بالاستعلاء بالإيمان! يراد له أن تذوب شخصيته وتتميع، ولا تكون لها تلك السمة المميزة التي أرادها الله.

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} 1.

إن أعداء الإسلام لن يستريحوا حتى يزيلوا ذلك التميز الذي يحسه المؤمن:

{وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} 2.

وتلك قضية قديمة عمرها الآن أكثر من أربعة عشر قرنا.. أي: منذ وجد المجتمع الإسلامي في المدينة.. ولكن وسائل القتال تتغير, ومن بينها اليوم ما نسميه "الغزو الفكري" ومن بين الغزو الفكري هذه الدعوى ... دعوى الإنسانية!

فباسم الإنسانية يقال للمسلم الحق: يا أخي لا تعتزل الناس! إن الإنسانية كلها أسرة واحدة، فتعامل مع الأسرة كفرد منها، ولا تميز نفسك عنها! وشارك في النشاط "الإنساني" ومظاهر الحضارة "الإنسانية"!

ولا نقول لهؤلاء: هل تعاملون أنتم المسلمين كأفراد من أسرتكم "الإنسانية" "العالمية" فتعطونهم حقهم بوصفهم أفرادا في تلك الأسرة فلا تطاردونهم، ولا تنبذونهم، ولا تتعصبون ضدهم، ولا تتجمعون على أذاهم؟!

لا نقول لهم ذلك؛ لأنه لا فائدة من جدالهم، ولكن نقول "شهد شاهد من أهلها" فهو غير متهم فيما يشهد به! ذلك هو "توينبي" المؤرخ المعاصر المشهور، وتعصبه ضد الإسلام والمسلمين أمر كذلك مشهور!

يقول في محاضرة له باسم الإسلام والغرب والمستقبل بعد أن قسم العالم تجاه عملية "التغريب" إلى متحمسين بغير عقل3، ومقلدين بلا تحفظ، وبعد أن امتدح حركة كمال أتاتورك المقلدة للغرب:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015