الإنسانية:

الإنسانية -أو العالمية كما يدعونها أحيانا- دعوى براقة، تظهر بين الحين والحين، ثم تختفي لتعود من جديد، يا أخي! كن إنساني النزعة، وجه قلبك ومشاعرك للإنسانية جمعاء.. دع الدين جانبا فهو أمر شخصي، علاقة خاصة بين العبد والرب محلها القلب، لكن لا تجعلها تشكل مشاعرك وسلوكك نحو الآخرين الذين يخالفونك في الدين.. فإنه لا ينبغي للدين أن يفرق بين البشر.. بين الأخوة في الإنسانية، تعال نصنع الخير لكل البشرية غير ناظرين إلى جنس أو لون أو وطن أو دين!

دعوى براقة كما ترى.. يخيل إليك حين تستمع إليها أنها تدعوك للارتفاع فوق كل الحواجز التي تفرق بين البشر على الأرض، تدعوك لترفرف في عالم النور.. تدعوك لتكون كبير القلب.. واسع الأفق، كريم المشاعر، تنظر بعين إنسانية، وتفكر بفكر عالمي، وتعطي من نفسك الرحبة لكل البشر على السواء، بدافع الحب الإنساني الكبير!

أي رفعة، وأي سمو، وأي نبل، وأي عظمة في القلب والفكر والشعور!

ولكن مهلا! انتظر حتى يخفت الرنين الذي تحدثه الكلمات والعبارات، وفتش عن الحقيقة بعيدا عن العواطف والانفعالات، وانظر أين تجد هذه الشعارات مطبقة في واقع الأرض؟! هل لها رصيد حقيقي من الواقع أم إنها شعارات زائفة ترفع لأمر يراد؟!

ثم انظر إلى تلك العبارة الماسونية "اخلع عقيدتك على الباب كما تخلع نعليك"!

ألا ترى شبها بين هذه الدعوة وتلك؟ أما ترى أنهما قريبتان؟ بل شقيقتان؟!

"اخلع عقيدتك على الباب "أي: عند دخولك الماسونية" كما تخلع نعليك.." وادخل بلا عقيدة.. فهكذا يريدك الشياطين ليستعبدوك.. ليسخروك لمصالحهم!

"الأمميون هم الحمير الذي خلقهم الله ليركبهم شعب الله المختار"..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015