ذلك أن الآصرة الحقيقية التي تجعله من أهلك ليست هي رابطة الدم التي تجمع بينه وبينك، إنما هي رابطة العقيدة، وقد رفض الابن أن يكون على العقيدة الصحيحة فانفصم ما بينه وبين أبيه من رباط؛ لأنه "عمل غير صالح"!

ذلك هو ميزان الإسلام.

وقد مرت بنا الآية التي تجعل الآباء والأبناء والإخوان والأزواج والعشيرة، والأموال والتجارة والأرض وهي مقومات القومية كلها في كفة، وفي الكفة الأخرى حب الله ورسوله والجهاد في سبيل الله، والمفاصلة الكاملة بين هذه وتلك.

وليس معنى ذلك أن الإسلام يحرم كل تلك الروابط!

كلا! إنما يجيزها كلها حين تقع تحت رابطة العقيدة وداخلها:

{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} 1.

أي: حين يكونون كلهم مؤمنين.

أما حين تكون تلك الروابط حاجزا يحجز بين المؤمن والمؤمن بسبب رباط الدم أو اللغة أو الأرض أو المصالح، فهذه التي قال فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "دعوها فإنها منتنة" 2.

فكيف إذا كانت تلك القومية تقول لك في صراحة إن المشرك الذي يشاركك في قوميتك أقرب إليك من المسلم الذي ينتمي إلى قومية أخرى!

هذه..ما ميزانها في كتاب الله؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015