التي مكنت الأعداء من تنفيذ مخططاتهم، والله يحذرهم من كتابه المنزل:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} 1.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} 2.

ومع ذلك التحذير فقد كان مسلمون يتولون اليهود في حزب الاتحاد والترقي، ومسلمون آخرون يتولون النصارى في الجمعيات السرية القائمة باسم العروبة والقومية العربية، ومسلمون آخرون يتولون "لورنس العرب! " ويتبعونه وهو يدعوهم إلى قتال دولة الخلافة التي ظلت تحميهم من الغزو الصليبي قرابة أربعة قرون!

يقول لورد أللنبي، قائد الجيش "العربي" الذي حارب الخلافة! لولا مساعدة الجيش العربي والعمال العرب ما استطعنا أن نتغلب على تركيا!!

ولقد كان الحرب العظمى الأولى تدبيرا يهوديا نصرانيا للقضاء على دولة الخلافة، وتقسيم تركة "الرجل المريض" والتمهيد لإنشاء الدولة اليهودية في الأمد الذي حدده مؤتمر هرتزل سنة 1897م.. في غفلة من "المسلمين" إلى جانب الهدف الآخر الذي تحقق كذلك من تلك الحرب، وهو القضاء على القومية الألمانية لحساب القومية البريطانية والقومية الفرنسية.. ولكن الهدف الأعظم من هذه الحرب كان ولا شك تدمير الخلافة الإسلامية لحساب اليهود والنصارى مجتمعين، وحساب اليهود بصفة خاصة!

ووزعت الأسلاب بين بريطانيا وفرنسا، صديقتي اليهود يومئذ، ووضعت فلسطين بصفة خاصة تحت الانتداب البريطاني، والانتداب درجة أسوأ من الحماية، والحماية درجة أسوأ من مجرد الاستعمار. وكان ذلك بعد وعد بلفور الشهير، الذي صدر عن وزير خارجية بريطانيا اليهودي "اللورد بلفور" سنة 1917 في أثناء الحرب، وبدأت دولة الانتداب في تنفيذه عقب الحرب مباشرة تحت إشراف المندوب السامي البريطاني اليهودي السير صمويل هور!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015