وحيوان وإنسان في مساحة واسعة من الأرض، وما تزال تولد أجنة مشوهة من أثر الإشعاع الذري السام الذي انتشر من القنبلتين في أماكن بعيدة عن مكان الانفجار، بعد ما يقرب من أربعين عاما من الحدث البربري الفظيع، الذي سمح به الضمير الأمريكي بلا تحرج ولا تأثم تأمينا "لمصالح" ذلك التجمع الشرير! وما كان التجمع الآخر الذي انهزم بأقل شرا ولا خبثا ولا انعدام إنسانية عن التجمع الذي انتصر! فلو أن هتلر سبق إلى استكمال القنبلة الذرية قبل أن يداهمه "الحلفاء" ويسرقوا "العلماء" الذين يعملون في صنعها، لكان قمينا أن يفعل بها مثل ما فعلوا أو أشد.

وبرز من الحرب الثانية "معسكران" مختلفان, هما المعسكر الشيوعي والمعسكر الرأسمالي، يبدو في ظاهر الأمر أنهما تجمعان قائمان على "مبادئ" مختلفة.. خاصة وأن الشيوعية على الأقل تحمل مبادئ محددة, وتحمل دعوى عالمية لنشر هذه المبادئ في الأرض.

وقد مر بنا الرأي في هذا الاختلاف وهل هو في الجوهر الحقيقي أم في القشرة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ... ولكن هذا ليس معرض حديثنا هنا.. إنما نتكلم عن "المبادئ الإنسانية" التي تقوم عليها هذه التجمعات أو تزعم أنها تقوم عليها!

تعلن الشيوعية -دائما- أن الدين لا يجوز أن يكون أساسا للتجمع! إنما هو من الآثار البالية التي أحدثتها عصور الرق والإقطاع والرأسمالية.. وأن تصحيح الأوضاع الذي تحدثه الشيوعية يقضي على تلك الآثار البالية, ويقيم مجتمعا إنسانيا "حرا" لا تقوم فيه التفرقة على أساس الدين.. وطالما أبدت رأيها صريحا في استنكار رغبة المسلمين في شبه القارة الهندية في إنشاء دولة "إسلامية" وقالت إن هذه اتجاهات رجعية لا ينبغي تشجيعها.

ثم قامت الدولة اليهودية عام 1948م، على أساس الدين، فهي من منشئها، أو من منشأ الدعاية لها وطن "لليهود" ودولة "لليهود" وتجمع "لليهود".

وفي منتصف الليل، بتوقيت المنطقة التي أقيمت فيها الدولة اليهودية، أعلنت أمريكا اعترافها بالدولة، وبعد عشر دقائق اعترفت روسيا، روسيا القائمة على أساس "المبادئ" التي تنكر قيام أي تجمع على أساس الدين!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015