إمبراطورا, عودة الصدام المسلح, عدوان ثلاثي على فرنسا, معركة بافي "24 من فبراير 1525", الموقف الداخلي في فرنسا بعد كارثة بافي, حملة سنة 1528, فرنسا تحرز انتصارات خاطفة, جيش فرنسي جنوبي إيطاليا يضطر إلى التسليم, هزيمة جيش فرنسي في شمالي إيطاليا وأسر قائده, أسباب التعجيل في عقد الصلح , تجدد الحرب ومعركة سيريزول, استمرار الصراع بين فرنسا وأسبانيا على عهد هنري الثاني, الصدام المسلح بين فرنسا والإمبراطورية, استمرار الصراع الحربي على عهد فيليب الثاني, البابا يورط ملك فرنسا في صدام مسلح ضد ملك أسبانيا الجديد, فرنسا تتعرض لهزيمة محققة, فرنسا تنتزع ثغر كاليه من إنجلترا, نهاية الحروب الإيطالية!!

وهذه كلها حرب واحدة من الحروب العديدة التي جرت في أوروبا على فترات متتابعة.. وتكفي حروب نابليون الشهيرة مثلا ثانيا على تلك الروح الشريرة التي اجتاحت أوروبا منذ ظهرت فيها حمى القومية، ولسنا في حاجة إلى تتبع تفصيلاتها فلن يزيدنا ذلك معرفة بتلك الروح التعسة، كما أن قصة نابليون بصفة عامة معروفة عند كثير من القراء ...

ثم جد عامل جديد زاد من حدة الصراع، ذلك هو الثورة الصناعية ...

إن "أخلاق" الثورة الصناعية هي "الأخلاق" اليهودية -إن سميت هذه أخلاقا- أي: السعي إلى الربح بكل وسيلة مشروعة أو غير مشروعة، ولم يكن غريبا أن تتخلق الثورة الصناعية بهذه الأخلاق الهابطة، مذ كانت خاضعة للسيطرة اليهودية منذ نشأتها، كما بينا في التمهيد الثاني من هذا الكتاب1, ولما كانت القوميات قد اتجهت أساسا إلى تحقيق "المصالح القومية" بصرف النظر تماما عن "المصالح الإنسانية" ... وإذ كانت المصالح القومية مصالح مادية بالدرجة الأولى.. فنستطيع أن نتصور الحال حين تدخل القوميات بصراعاتها المادية في دوامة الثورة الصناعية، فإن هذه الصراعات لا بد أن تتضاعف عدة مرات، ولا بد أن تأخذ صورة الصراع المادي البحت.. وكانت "الفلسفة" التي قام عليها هذا الصراع -إن سميت هذه فلسفة- هي الفلسفة الرأسمالية المتذرعة بقول الداروينية: "البقاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015