{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} 1.
وليتجنب النذير الرباني:
{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} 2.
{اتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} 3.
لسكوتهم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو قوام خيرية هذه الأمة.
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} 4.
فحين تسكت الأمة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تصيبها الفتنة ولا تصيب الذين ظلموا وحدهم، ولكن تصيب المجموع كله لتقصيره في مقوم أصيل من مقومات الحياة الاجتماعية والسياسية.
ولا تقتصر "التوعية" السياسية على قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. إنما تتعداها إلى التوعية بالدور التاريخي والإنساني لهذه الأمة:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} 5.
والتوعية بأعداء هذه الأمة، ومخططاتهم ضدها، وأهدافهم من هذه المخططات، وواجبهما إزاءهم، وطريقة التعامل معهم في السلم والحرب، وقضية الولاء ومع من يكون، وما حدوده وطبيعته ... إلخ ... إلخ مما لا مجال لتفصليه هنا، فله مباحثه الخاصة، وإنما نتحدث هنا عن دور "العقل" في كل ذلك.. ودوره هو تدبر السنن الربانية التي يتحصل منها الوعي الاجتماعي والوعي السياسي، وهو أمر واجب في الإسلام ليتم تنفيذ المنهج الرباني على وجهه الصحيح