{إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} 1.

{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} 2.

{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} ؟! 3.

وقضية الكفر والإيمان -أو قضية الجاهلية والإسلام- هي دائما هذه القضية، مصحوبة -في الغالب- بقضية العبادة بمعنى أداء الشعائر التعبدية.

{وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} 4.

فالأولى متعلقة بالألوهية: هل الله واحد أم آلهة شتى؟ فإذا كان واحدا فمن حقه أن يعبد وحده، أي: تقدم الشعائر التعبدية له وحده. والثانية متعلقة بخصيصة من خصائص الألوهية وهي الحاكمية: هل الله الذي يحكم، فيحل ويحرم، ويبيح ويمنع، أم له شركاء في التشريع, يقولون من عند أنفسهم: هذا حلال وهذا حرام، وهذا مباح وهذا غير مباح, بغير سلطان من الله؟ فما دام الله واحدا في ألوهيته، فالحاكمية -من ثم- له وحده؛ لأنها خصيصة الألوهية.

والإيمان هو التوحيد في هذه وتلك، والكفر هو الشرك في هذه أو تلك أو فيهما جميعا.

وقضية الجاهلية دائما هي الاستكبار عن عبادة الله، سواء كانت العبادة هي أداء الشعائر التعبدية لله وحده، المترتب على الاعتقاد القلبي بوحدانية الله، أو كانت هي التحاكم إلى شريعة الله المترتب كذلك على الاعتقاد القلبي بوحدانية الله.

{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} 5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015