للإلحاد في مكان درس الدين! فحيث يضع البشر كلهم درسا للدين في مدارسهم -مؤمنين وغير مؤمنين- يتحدثون فيه عن الله، يضع الشيوعيون في مدارسهم درسا يقال للتلاميذ فيه إنه لا إله. والكون مادة "أي: بلا خالق".
ولا مكان للمتدينين في الدولة الشيوعية، وقد قتل ستالين وحدة ثلاثة ملايين ونصف مليون من المسلمين في عهده؛ لأن الشيوعية كانت قد طلبت معونة المسلمين في الثورة ضد قيصر، ووعدتهم بأن تجعل لهم مكانة خاصة إذا نجحت الشيوعية، وتترك لهم حرية ممارسة حياتهم الإسلامية، فلما طالبوا بتحقيق الوعد، حققه ستالين لهم على هذا النحو بالقتل والتعذيب والتشريد الجماعي.
ولقد اضطرت الشيوعية إلى "التراجع" عن قرار الإبادة الجماعية الذي كان مقررا من قبل، حين سنحت لهم فرصة الانتشار والتوغل في العالم الإسلامي بعد الحرب العالمية الثانية، فوجدوا أن قرار الإبادة سيعوق انتشارهم ويفوت عليهم فرصة قد لا تسنح من بعد، فأعلنوا أنهم "متسامحون" وأنهم لا يتعرضون لأصحاب العقائد الدينية بالإيذاء، ولعلهم كانوا قد ظنوا أنه لم يعد هناك خطر من "التسامح" بعد إبادة من أبادوه ونفي من نفوه وتشريد من شردوه! ولكن دخولهم أفغانستان لإبادة المسلمين هناك يدل على أن تقديراتهم في هذا الأمر لم تكن على صواب! فهم اليوم يضربون المسلمين الأفغان حتى لا يتجمع غدا المسلمون الروس!
وبصرف النظر عن وضع المسلمين في الدولة الشيوعية، فإن الشيوعية تكره الدين كراهية شديدة كما أسلفنا، وتحاربه بكل وسائل الحرب، وتتمنى اليوم الذي يزول فيه من الوجود.
وفي إمكاننا أن نستدل من هذه الحرب ذاتها على عمق الدين في الفطرة! فلولا أنه عميق في الفطرة كل هذا العمق ما خافت الشيوعية من عودته كل هذا الخوف ولا حاربته كل هذه الحرب.
ولكنا لسنا في حاجة إلى الاستدلال عن طريق غير مباشر، فقد أغنانا حديث "جاجارين" عن ذلك، وشهدت الفطرة على لسانه أنه لا إله إلا الله ... وهو الذي ولد وتربى في ظل الإلحاد الرسمي والشعبي على السواء!
إلى هنا كنا نتحدث عن "الواقع" التطبيقي للشيوعية بالقياس إلى النظرية.. ورأينا أن مبادئ كثيرة من التي تقوم عليها النظرية أثبتت عدم