فلا بد إذن من التنفيس عن الناس في جانب من الجوانب ليتسرب الغضب المكظوم قبل أن يكون التجمع الذي يولد الانفجار.
والمتنفس هو الشهوات.. والملهيات..
فأما الجنس فيمارسه الناس لأنفسهم أنى شاءوا وكيفما شاءوا لا حجر عليهم ولا تدخل في "إرادتهم"!
وأما التلهية فيقوم بها الملهون من المطربين والراقصين والممثلين من الرجال والنساء.. فينالون "تقدير" الدولة على خدمتهم الهائلة, وينالون أعلى الأجور!
المهم في الأمر على أي حال أن المساواة أسطورة غير قابلة للتطبيق في دنيا الواقع.. ومع ذلك فما زالوا يتحدثون عن المساواة في النظرية، وما زالوا ينددون بالتفاوت في كل نظام يجدونه فيه!
لو قالوا منذ البدء نريد أن نقرب الفوارق بين الفئات المختلفة من الناس ونضمن حدا أدنى معقولا لكل الناس ... !
لو قالوا لقلنا نعم.. للنظرية على الأقل بصرف النظر عن واقع التطبيق!
يقول الشيوعيون في نظريتهم إن الحياة في الشيوعية الأولى "كما يتخيلونها" هي الأصل الذي ينبغي أن تعود البشرية إليه، وإن الشيوعية الثانية هي التي ستردهم إلى هذا الأصل الجميل ...
فيما عدا استثناء واحدا في أمر لم يرق لهم الشيوعية الأولى فحذفوه! ذلك هو الدين!
ففي الشيوعية الأولى "كما يتخيلونها" كان عند البشرية دين. وهنا -فقط- قالوا إن هذا كان بسبب بداوة البشرية وقلة معلوماتها عن الكون المادي وعدم سيطرتها على البيئة! أما فيما عدا ذلك فلا دخل للبداوة في شيء على الإطلاق!
ولما كانت الشيوعية الثانية تأتي من غير بداوة، فقد وجب القضاء على العنصر الوحيد الذي سببته البداوة وهو الدين!
وفي التطبيق اشتد الشيوعيون في محاربة الدين. فلم يكتفوا بتحريم الحديث فيه، ومعاقبة من يضبط "متلبسا" بالحديث في الدين مع شاب أو فتاة جون الثامنة عشرة، بل بالغوا في الاحتياط فوضعوا في مناهجهم الدراسية درسا