قضية المساواة في الأجور لا تزيد على أن تكون واحدة من الأساطير الكثيرة التي بددها التطبيق.
في عهد لنين والجزء الأول من عهد ستالين طبقت روسيا بصرامة مبدأ المساواة في الأجور لجميع العمال في الاتحاد السوفيتي، ولكن هل كانت هناك مساواة عامة في الأجور بالنسبة لكل العاملين؟
هل كان أجر المهندس كأجر العامل؟ وأجر الطبيب كأجر الممرض؟ وأجر الجندي كأجر الضابط؟
إن هذا بداهة مستحيل!
ومع استحالته فقد ظلت النظرية الشيوعية تنافح عن قضية المساواة وتندد بقضية التفاوت في الأرزاق!
ثم جاء اليوم الذي انهارت في المساواة حتى في صفوف العمال أنفسهم، بعد أن كانت منهارة ما بين العمال وغيرهم من العاملين، فقد لجأ ستالين -كما أسلفنا- إلى إباحة العمل بعد الوحدة الإجبارية الأولى لقاء أجر إضافي ينفق في "الكماليات".. وهكذا ضاعت المساواة تماما ولم يعد لها وجود!
ويقولون إن هناك أجور عالية جدا في الاتحاد السوفييتي.
وقد تحسب لأول وهلة أنها أجور المهندسين. أو علماء الذرة ... أو علماء الصواريخ، أو الأطباء "وكلهم من ذوي الأجور العالية في الاتحاد السوفيتي" ولكنك تسمع الحقيقة المذهلة في النهاية! إنها أجور المطربين والمطربات والراقصين والراقصات والملهين عامة والملهيات!
الأجر على قدر الخدمة!
هل تعلم الخدمة الجليلة التي يقوم بها المطربون والمطربات والراقصون والراقصات والممثلون والممثلات في اتحاد السوفييتات؟!
نعم!! إنها "تلهية" الشعب عن الإحساس بالضغط البشع الواقع عليه ... لكي ينسى ... لكي لا ينفجر!
إن الضغط على الكائن البشري من جميع منافذه أمر غاية في الخطورة؛ لأنه يولد الانفجار ...
ودكتاتورية البروليتاريا لا تستغني عن الضغط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري الذي تمارسه على البروليتاريا "التي تحكم باسمها! " وإلا أفلت الزمام؛ وتزلزلت الدولة وتزلزل "النظام"!