عضو الحزب يتنقل في السيارة الخاصة -ولو لم يملكها! - فإن كان عضوا "كبيرا" في الحزب فله السيارات الأجنبية المريحة المكيفة.. وهذا غير المسكن الذي أشرنا إليه من قبل وغير صنوف الطعام.

ما الفرق بين هذا وبين التمتع بفائض القيمة في المجتمع الطبقي الذي كانوا -وما زالوا- ينددون به؟!

وفي الوضع الاجتماعي هم أولئك الأحجار المتراصة التي يبنى بها البناء ليسكنه السكان! السكان هم الحزب بدرجاته المختلفة من أول العضو العادي إلى "الزعيم" والبروليتاريا مجرد بناء مقام ليسكن فيه هؤلاء! هل يحس الحجر من الساكن؟ أو يهمه أن يعرف؟ أو يتغير وضعه بتغير السكان؟!

كلا! إنهم أحجار!

على أن أبشع ما في الوضع كله هو الإرهاب البوليسي الذي يقع الشعب كله تحت وطأته.

من ذا الذي يجرؤ أن يقول كلمة واحدة في نقد الحاكم؟ سواء في سره أو في العلانية؟ أما في العلانية

فلا يلومن إلا نفسه إذا وجد رأسه طائرا عن عنقه، ولا يوجد شخص "عاقل" يصنع ذلك الصنيع!

وأما في سره فالجاسوسية تكشف النقاب عنه، ومجرد الخوف من الجاسوسية يرهب القلوب ويكمم الأفواه.

ومع ذلك كله تظهر بين الحين والحين في كل نظام شيوعي حركات التطهير التي يذهب ضحيتها المئات والألوف.

وهذه "النكتة" من عهد خروشوف كافية لإعطاء صورة الإرهاب.. في المؤتمر الخمسين للحزب الشيوعي وقف خروشوف يندد بستالين ويقول عنه إنه كان دكتاتور سفاح مجرم سافل دنيء! وإنه غلطة لا ينبغي أن تتكرر ... وإنه ارتكب من الجرائم البشعة ما تقشعر له الأبدان ...

وهنا تقدم "مجهول" بسؤال مكتوب إلى خروشوف يقول له فيه: إنك كنت عضوا بارزا في الحزب الشيوعي ورأيت هذه الجرائم كلها وكنت عالما بوقوعها، فلماذا سكت على ارتكابها؟

وقرأ خروشوف الورقة -وكان حاضر البديهة حاضر النكتة- فقال: من الذي أرسل إلي هذه الورقة؟! وبالطبع لم يجب أحد! فقال خروشوف: الآن قد عرفت السبب! لقد كنت خائفا مثلك فلم أنبس ببنت شفة!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015