والاستزادة من متاع الأرض عن طريق العدوان. إما بتأسيس إمبراطوريات أو "دول عظمى" تبتلع الدول الصغرى وتستذلها لصالحها، وإما بحروب دائمة بين الجيران وغير الجيران.

وصورة منه هي الصراع داخل المجتمع بدافع شهوة السلطة أو شهوة الملك أو شهوة الجنس أو شهوة البروز، أو غيرها من الشهوات، على هيئة صراع طبقي وصراع فردي.

ويتلخص الفارق بين نوعي الصراعي في الآية الكريمة:

{الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} 1.

والطاغوت هو كل ما يستعبد الناس له من دون الله.

والتفسير الإسلامي للتاريخ واقعي واقعية الإسلام.

فمن ناحية يقدر أن الصورة المثالية للتطبيق الإسلامي ليست هي الصورة الدائمة، وأن الضغوط المادية والاقتصادية وضغوط الشهوات البشرية يمكن أن تؤثر في التطبيق الواقعي فتنزله من صورته المثالية إلى صورة أدنى. ومن ناحية أخرى يقدر أن الحكام يمكن أن يطغوا بسلطان الحكم وسلطان المال الذي في أيديهم فيجوروا ويظلموا رغم قيامهم بتطبيق شريعة الله في المواضع التي لا تخص سلطانهم وامتيازاتهم التي يصنعونها لأنفسهم.

ولكن التفسير الإسلامي -الذي يفسر التاريخ بحسب السنن الربانية- يقول إن هذه الأمور كلها هي انحرافات عن المنهج الرباني الصحيح، ليس لها إلا إحدى صورتين، وإحدى نتيجتين:

إما أن تكون في حيز محدود، فلا يصيب الظلم أو الفساد رقعة كبيرة من الأمة بسبب تأثير العقيدة في النفوس من ناحية، وتأثير تطبيق الشريعة في حصر الظلم في الحيز المحدود المحيط بالحكام من ناحية أخرى, وعندئذ تستطيع الأمة أن تعيش فترة طويلة حتى والفساد في داخلها، وتكون برغم هذا الفساد الجزئي أفضل وأنظف وأعلى من الجاهلية.. وإما أن تزيد رقعة الفساد عن الحد المعقول، وعندئذ تدركها سنة الله التي لا تتخلف ولا تحابي أحد، فتنهار الأمة حتى وهي تحمل اللافتات الإيمانية؛ لأنها تكون عندئذ لافتات مزيفة لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015