وقد يحكم عليه بالإعدام, وينفذ فيه الحكم فورا على رءوس الأشهاد، نكالا لما بين يديها وما خلفها، وإرهابا لمن تحدثه نفسه بالتقاعس والإهمال، أما الإنتاج الزراعي فلا يمكن مراقبته وضبطه بهذه الصورة مهما كانت شدة الرقابة وصرامتها ... ولذلك تناقصت الغلة عاما بعد عام، حتى صارت روسيا -التي كانت من قبل من الدول المصدرة للقمح، والتي أضيف إليها أوكراينا، حقل القمح الخصب في أوروبا- صارت روسيا هذه تستورد القمح من أمريكا بكميات متزايدة.
ولقد زعموا أن هذا ناشئ من الآفات الزراعية!!
ولكن العلاج الذي وضعه خروشوف يكشف عن أن الآفات الزراعية لا علاقة لها بالموضوع إطلاقا! فإن خروشوف لم يأمر بزيادة الأبحاث الخاصة بوقاية الزروع من الآفات، ولكنه أمر بإتاحة الملكية الفردية لقسم من المحصول, وللدار التي يقيم فيها الفلاح! فظهر جليا أن نقص المحاصيل كان راجعا إلى ضعف الحافز على الإنتاج نتيجة مقاومة الحافز الفردي وقهره، وأن العلاج هو الاعتراف -ولو جزئيا- لهذا الدافع بحق الوجود!
ويغنينا هذا عن مزيد من الجدل النظري الذي لا يصل- مع الماديين- إلى نتيجة!
{وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} 1.
يقيم الماديون تفسيرهم للحياة البشرية على أساس أن الصراع الطبقي هو قوام هذه الحياة منذ خرج الناس من الشيوعية الأولى حتى يعودوا إلى الشيوعية الثانية، وأن هذا الصراع الطبقي متعلق بالملكية الفردية فلا يزول من الأرض حتى تزال الملكية الفردية، وبمجرد أن تزول الملكية الفردية يرجع الناس إلى الحياة الملائكية التي كانوا عليها أيام الشيوعية الأولى وتستريح البشرية من الصراع ...
وكما قلنا مع الملائكية الفردية نقول مع الصراع الطبقي ...