الملكية الفردية أو في إباحة الفوضى الجنسية وتفتيت الأسرة أو في غير ذلك من المجالات.
ولقد ناقشنا تلك الشيوعية من قبل؛ ورأينا أولا أنه لا يوجد دليل يقيني عليها، ورأينا ثانيا أن أوصافها المزعومة ليست كلها منطبقة على المصدر الذي استمدوا منه كل افتراضاتهم وهو القبائل المنعزلة التي عثر عليها في العهود الأخيرة، ولا على ما هو معلوم من أحوال القبائل القديمة من سجلات التاريخ.
ولكنا نفترض أن ما يقولونه صحيح كل الصحة فيما يتعلق بعدم وجود ملكية فردية في المأكل والمسكن لدى القبائل الأولى التي كانت في بداوة البشرية، فما الدلالة "اليقينية" التي يمكن استنباطها من هذا الوضع؟
إننا لا نستطيع أن نستنبط من ذلك يقينا أن الملكية الفردية ليست نزعة فطرية! وذلك من أقوالهم ذاتها! فهم أنفسهم يقولون إنه بمجرد اكتشاف الزراعة ظهرت الملكية الفردية! فكيف ظهرت؟!
إن القول بأن الزراعة هي التي أنشأت الملكية الفردية بذاتها -من عند نفسها لا بدافع من النفس البشرية- هو قول ساذج غبي لا يثبت للبحث العلمي ولو رددوه في كل كتبهم بلا استثناء.
إنما الذي يناسب البحث العلمي أن نقول إن الأرض كانت موجودة من قبل ولكنها لم تستثر حاسة الملك عند الناس؛ لأنه لم تكن هناك فائدة تتحقق من امتلاكها، وبمجرد ظهور الفائدة تحركت الحاسة التي كانت موجودة من قبل في حالة كمون، فنشطت وتحركت للعمل.
وقد تكرر هذا في التاريخ أكثر من مرة.
فالحيوانات قبل استئناسها كانت موجودة. ولكنها لم تستثر حاسة الملك؛ لأنه لا فائدة تتحقق من امتلاكها وهي على هذه الصورة، ولكن بمجرد أن أمكن استئناسها، وظهرت الفائدة منها، سعى الناس إلى امتلاكها ملكية قبلية أولا ثم ملكية فردية بعد ذلك حين نمت شخصية الفرد واستقل بوجوده الذاتي عن القبيلة، ولم يكن للزراعة دخل في هذا الأمر على الإطلاق! إنما يرجع الأمر إلى أصلين كبيرين: الأصل الأول: هو وجود الفائدة من التملك أو عدم وجودها، والأصل الثاني هو درجة النمو الاجتماعي الذي يكون عليه الفرد، وهل هو فرد في قبيلة أم فرد في تجمع أكبر من القبيلة, فحين يكون فردا في قبيلة تكون القبيلة هي "الوحدة" النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يمارس