باختلاف مواهبهم، سواء كان تمايزا عادلا- أي: قائما على مسببات صحيحة- كما يحدث في المجتمعات المستقيمة -أي: المهتدية بالهدي الرباني- أو كان تمايزا ظالما كما يحدث في المجتمعات الجاهلية كلها بلا استثناء.

إنما يتعسفون في إنكار الدليل الواضح في هذه القضية؛ لأنهم يريدون تحقيق هدفين على الأقل بإعلان مبدأ المساواة: الأول هو ترغيب "الزبائن" من المقهورين المغلوبين على أمرهم في مجتمعاتهم -وهم الكثرة الكاثرة من أفراد الشعب- ليقبلوا على الشيوعية ويعتنقوها، فزعموا لهم أنهم سيطبقون المساواة الكاملة في مجتمعهم الشيوعي، وسندوا هذا الزعم بأن المساواة هي الشأن الطبيعي في الشيوعية، سواء الشيوعية الأولى أو الآخرة!

والهدف الثاني أنهم -لأمر في مخططهم- كانوا يسعون إلى نزع الملكية الفردية جميعا فزعموا للناس أن الأصل في البشرية هو المساواة المطلقة في كل شيء, وأن الذي أفسد المساواة هو الملكية الفردية, وأنهم سيلغون الملكية الفردية لتحقيق المساواة في مجتمعهم الملائكي الجديد1.

وأيا كانت أهدافهم الظاهرة أو الخفية فليس هناك سند علمي لوجود المساواة المطلقة في الشيوعية الأولى على فرض وجود تلك الشيوعية بالصورة التي يصفونها!

وأما الصورة الملائكية في تلك الشيوعية الأولى فلم يأتوا لها بسند على الإطلاق.

وما بنا من حاجة إلى مناقشة دعوى لا يقوم عليها الدليل!

إنما عليهم أن يثبتوا -إن استطاعوا- أنه لم تقع منافسات بين شباب القبيلة الواحدة على الحظوة بالمنزلة الخاصة عند شيخ القبيلة, وما يترتب على ذلك من امتيازات، وأنه لم تقع منافسات ومشاجرات تؤدي إلى القتال أحيانا بين شباب القبيلة على "امتلاك" امرأة معينة؛ لأنها في نظر المتقاتلين عليه أجمل من غيرها من النساء.

ثم عليهم أن يثبتوا أخيرا أن الحروب لم تكن تقع بين بعض القبائل وبعض, وأنها كانت تعيش في حالة من الإخاء والسلام والمحبة كما يعيش الملائكة الأطهار!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015