ألم تقع الفاحشة الشاذة من قوم لوط غير مسبوقة؟ فهل نقول إن وجودها وتفشيها في قوم لوط دليل على أنها وجدت منذ أول البشرية ووجدت على سبيل الشمول؟!

وهب أن إنسانا بعد مائة عام أو ألف عام قلب في صحف القرن العشرين فوجد صور النساء العاريات في الشواطئ وفي الشوارع وفي البيوت. وقرأ عن التمثيليات التي تمارس فيها العملية الجنسية كاملة على المسرح وتنقلها شاشة التلفزيون، فحكم بناء على ذلك بأن العري أصل من أصول البشرية، وأن الممارسة العلنية للجنس هي الأصل الذي مارسته البشرية في تاريخها كله ... أيكون هذا استدلالا، "علميا" موضوعيا تبنى عليه نظريات علمية لتفسير السلوك البشري؟!

كذلك قصة القبائل المتأخرة التي عثر عليها في مختلف بقاع الأرض، لا تدل ممارستها للشيوعية الجنسية على أن هذا هو الأصل الذي كانت عليه البشرية في بداوتها، ولو كانت كلها تمارس تلك الشيوعية، فما بال إذا كان الواقع أن بعضها فقط هو الذي يمارس الشيوعية وبعضها لا يمارسها؟ وما بال إذا كانت القبائل التي تمارسها لا تمارسها على صورة واحدة؟!

إنما لجأ الشيوعيون إلى اعتساف الدليل، والزعم بأن الشيوعية الجنسية كانت قائمة في البشرية الأولى؛ لأنهم كانوا في مبدأ أمرهم يروجون لهذه الشيوعية في نظرياتهم وتطبيقاتهم، ويريدون أن يجعلوها قاعدة الحياة عندهم، ترغيبا "للزبائن" من الشباب الذي يعاني الحرمان الجنسي لأي سبب من الأسباب! فلما رأوا فيما بعد أن هذ الأمر يستغل في الدعاية ضدهم والتنفير منهم عادوا فعدلوا النظرية وإن كانوا لم يعدلوا تعديلا جوهريا في التطبيق، واحتجوا -كأنما ذلك يعطيهم الحجة- بأن الشيوعية الجنسية قائمة على نطاق واسع في المجتمع الرأسمالي! يقول البيان الشيوعي الذي أصدره ماركس وإنجلز:

"ليست بالشيوعيين حاجة إلى إدخال إشاعة النساء فهي تقريبا كانت دائما موجودة. ولا يكتفي البرجوازيين بأن تكون تحت تصرفهم نساء البرولتاريين وبناتهم -هذا عدا البغاء الرسمي- بل يجدون لذة خاصة في إغواء بعضهم لنساء بعض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015