يتكسب والمرأة تتكسب، ويتولى كل منهما الإنفاق على نفسه وعلى بهيمية الجنس التي يمارسها من كسبه الخاص دون حاجة إلى المعونة الاقتصادية من الآخر، ومن ثم يتأخران كثيرا جدا في الزواج وتكوين الأسرة، أو يلغيان ذلك من حسابهما إلغاء كاملا، ويعيشان في حالة "صداقة" مستمرة, أي: في حالة مخادنة غير مقيدة بالرباط المقدس، أو في حالة فوضى جنسية لا ترتبط حتى برباط المخادنة غير المقدس.

فلماذا لا يستريح الرجل ولا المرأة إلى هذه الأوضاع التي تحقق كل مطالب الجنس وكل مطالب الاقتصاد؟! بل لماذا يشقى الرجل والمرأة كلاهما ويبدو الشقاء في صورة الاضطرابات العصبية والنفسية والقلق والجنون والانتحار وإدمان الخمر وإدمان المخدرات؟

الجواب عندنا هو أن الرجل والمرأة كليهما قد فقدا السكن والسكينة اللذين جعلهما الله في الأسرة ولم يجعلهما في أية علاقة خارج الأسرة ولو حققت كل مطالب الجنس وكل مطالب الاقتصاد.

فمن لم يعجبه هذا الجواب واشمأزت نفسه منه؛ لأنه يذكر الله وحده وفطرة الله وحدها ومنهج الله وحده، فليأت من عنده بالجواب الذي يريد، ولكن عليه بالبرهان، لا أن يطلق الدعوى بلا دليل، على طريقة دور كايم أو على طريقة التفسير المادي للتاريخ!

{قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} 1.

{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} 2.

فهذا -وحده- هو المنهج العلمي الصحيح.

3- الشيوعية الأولى:

يزعم التفسير المادي للتاريخ أن الشيوعية كانت هي الطور الأول للبشرية، وأنها كانت شيوعية شاملة، تشمل كل نواحي الحياة البشرية بما في ذلك الجنس، فكانت القبائل البشرية الأولى تعيش في حالة من المشاعية الجنسية الكاملة, مع مشاعية الأرض ومشاعية الطعام ... إلخ.

ودليلهم على وجود الشيوعية الأولى -بهذه الصورة- هو ما اكتشف في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015