بذل العبودية في الارض طمعا في جنة الله في الآخرة، فتلك كانت حقيقة واقعة في الجاهلية الأوروبية الحديثة، وقامت الكنيسة ذاتها بجزء من المؤامرة التي تهدف إلى تخدير الجماهير لكيلا يثوروا على الظالمين ...
ولكن ما علاقة ذلك بحقيقة الدين؟
إنا الدين -ككل شيء آخر في عالم البشر- يمكن أن تشوه صورته وأن يساء استغلاله. فهل نلغي الدين الصحيح من أجل الصورة الزائفة، أو من أجل سوء الاستغلال؟ أم نحاول تصحيح الصورة ومنع الاستغلال؟
ثم ما الحيلة إذا كان الإنسان عابدا بطبعه، فإن لم يعبد الله عبد من هو دونه، وهبط نتيجة لذلك أسفل سافلين؟!
كلا! ليس التفسير المادي للدين حقيقة "علمية" ولا يمت بأية صلة للعلم أو النظر العلمي، إنما هو "شهوة" قائمة على غير دليل، شهوة بعض الناس في نشر الإلحاد في الأرض لغاية في نفوس الشياطين! 1.
2- قضية الأسرة:
كل الذين يتكلمون ضد الدين والأخلاق يتكلمون ضد الأسرة كذلك. والعلاقة واضحة، فالدين والأخلاق والأسرة كلها من "الضوابط" التي تقف في سبيل المخططات الرامية إلى إفساد البشرية واستحمارها:
{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} 2.
إن الأسرة هي الضابط الطبيعي ضد فوضى الجنس، والذين يريدون إفساد البشرية لا يريدون أن يكون هناك ضابط للفوضى الجنسية سواء كان هذا الضابط هو الدين والأخلاق، أو كان هو التنظيم الطبيعي الذي تنشئه الأسرة بنوع علاقاتها ونوع مسئولياتها.
والشيوعيون- بصفة خاصة- لهم حقد خاص على الأسرة لأكثر من سبب في وقت واحد.
فالأسرة -كما يقولون- تثير مشاعر الأثرة في الوالدين، وتقوي نزعة الملكية الفردية من أجل توريث الأولاد ما يملكه الوالدان، وهم يريدون القضاء على