"من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" 1 "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" 2. "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر" 3.
في التعامل الجنسي حرم الفاحشة بجميع أنواعها وحرم ما يؤدي إلى الفاحشة من خلوة أو تبرج أو تكسر أو خلاعة أو اختلاط بغير موجب.
في كل شيء هناك أخلاق.. وهذا هو اللائق بالإنسان.
وحين يكرم الإسلام الإنسان على هذا النحو، وينظف مشاعره وسلوكه على هذه الصورة، فإنه يعطيه ما أعطاه من حقوق وضمانات، فتكون في مكانها الطبيعي، تكملة للتكريم، وتوكيدا للتكريم، لا كالذي تصنعه الديمقراطية الليبرالية، التي تعطي بالفعل الضمانات والحقوق ولكنها تدمر الإنسان كله في نهاية المطاف.
هذا هو الإسلام، وهذه هي الديمقراطية في نظر الإسلام.
ومن ثم فلا سبيل إلى مزج الإسلام بالمديمقراطية، ولا سبيل إلى القول بأن الإسلام نظام ديمقراطي! أو أنه يتقبل النظام الديمقراطي أو يسايره، لمجرد وجود شبه عارض في بعض النقاط!
إن هذا الالتقاء العارض بين الديمقراطية والإسلام في الحقوق والضمانات وفي مبدأ الشورى لا يجوز أن ينسينا حقيقتين مهمتين:
الحقيقة الأولى: أنه لا ينبغي لنا -من الوجهة العقيدية- أن نقرن النظام الرباني إلى نظام جاهلي، فضلا عن أن نحاول سند النظام الرباني بنسبته إلى النظام الجاهلي، أو أن نتصور أننا نمتدح النظام الرباني بأن نقول إنه يحمل نقط التقاء مع النظام الجاهلي!
إنها الهزيمة الداخلية تَنْدَس إلى أفهامنا دون أن نحس، وتجعلنا نعتقد أن النظام الرباني في حاجة إلى دفاعنا نحن عنه وتبريره! كما تجعلنا نعتقد أننا نمتدح النظام الرباني بأن نقول للناس إنه يحتوي على الفضائل التي تحتوي عليها النظم السائدة اليوم!