الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا} 1.

{وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} 2.

{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا، إِلَّا الْمُصَلِّينَ..} 3.

فمن باب رفع الإنسان إلى مقام الإنسانية الكريمة يربط الإسلام قلوب المؤمنين بالله، ويججعل صيانة العقيدة والمحافظة عليها أول واجبات الإمام المسلم والدولة المسلمة.

ومن باب رفع الإنسان إلى مقام الإنسانية الكريمة كذلك يربي الإسلام المسلمين على الأخلاق الفاضلة التي تنظف المشاعر وتنظف السلوك، وتنفي عن النفس خبثها، وتصونها عن التردي إلى مستوى الحيوان، فيفرض النظافة في الأعمال كلها: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته"4.

فإذا كان الأمر أمر عبادة موجهة إلى الله فالإسلام يطهرها من الرياء والنفاق، وإن كان أمر معاملات تجري بين الناس بعضهم وبعض فقد فرض الإسلام فيها النظافة الكاملة في كل شيء.

وفي التعامل المالي حرم الربا والاحتكار والسرقة والغصب والنهب والسلب والغش والخديعة وأكل مال الأجير، كما لعن السرف والترف وكنز المال5..

في التعامل السياسي حرم الظلم الناشئ أصلا من قيام البشر بالتشريع لأنفسهم، كما حرم كل تعامل لا يقوم على العدل.

في التعامل الاجتماعي حرم الغيبة والنميمة والغمز واللمز والتجسس، كما بغض في الفرقة والتباغض والتحاسد، واهتمام كل إنسان بنفسه وعدم المبالاة بالآخرين6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015