وسلم: "من جلد حدا في غير حد فهو من المعتدين" 1.

وأما فيما بعد التنفيذ فيكفي هذان المثالان لتقرير تكريم الإسلام للإنسان وإن هبط في لحظة عابرة ما دام قد كفر عنها بالعقوبة التي وقعت عليه وبالتوبة إلى الله.

"حدثنا قتيبة بن سعيد.. عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أترى برجل قد شرب فقال: "اضربواه"، قال أبو هريرة: فما الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان" 2.

وجاء في قصة ماعز بن مالك: "فأمر به فرجم، فسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه: انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه الخبيثة حتى رجم رجم الكلب.. فسكت عنهما، ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجليه، فقال: "أين فلان وفلان؟ " , فقالا: نحن ذان يا رسول الله. قال: "انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار"! فقالا: يا نبي الله من يأكل من هذا؟! قال: "فما نلتما من أخيكما آنفا أشد من أكل منه".

تلك ضمانات الإسلام التي سبق بها الديمقراطية بأكثر من ألف عام.

وأما الحقوق فقد قررها الإسلام كذلك في وقت مبكر كانت أوروبا والعالم كله يعيش في الظلمات.

فأما الحقوق السياسية التي تفاخر بها الديمقراطية فقد كان الإسلام أول من أزال "القداسة" عن الحاكم بإفراد الله بالألوهية والربوبية، فلا يعبد إلا الله ولا تطبق شريعة إلا شريعة الله.

جاء الإسلام والحكام ذوو قداسة حقيقية لا مجازية، بعضهم توجه إليه شعائر التعبد كقيصر وكسرى، وكلهم يشرعون فتسري شريعتهم في الرعية أمرا غير مردود.

وجاء الإسلام ليقول: لا إله إلا الله. ولا معبود إلا الله ولا حاكم له حق التشريع إلا الله.

وعندئذ تقررت الحرية السياسية الحقيقية للناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015