وهب كل الناس شرعوا كما تزعم الديمقراطية في أقوالها النظرية، وهب كل الناس استطاعوا أن يوفقوا -في التشريعات التي يضعونها بأنفسهم- بين مصالح الحاكمين والمحكومين فزال الظلم، وزالت عبودية بعض البشر لبعض، وهو فرض جدلي بحت لا يمكن أن يتحقق ولم يتحقق في أي جاهلية من جاهليات التاريخ التي تحكم بغير ما أنزل الله، فهل تستقيم الحياة في الأرض على صورة صحيحة حين يكون البشر هم المشرعين؟!

أليس البشر -كلهم في هذه المرة- هم الذين شرعوا فوضى الجنس؟!

ودعك الآن من أن اليهودية الشريرة هي التي أوحت لأولئك البشر فشرعوا: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} 1.

دعك من هذه القضية؛ لأن خضوع الديمقراطية لليهودية الشريرة ليس عذرا لها فيما تفعل بل هو عيب رئيسي من عيوبها، ولكن خذ الصورة الظاهرة وهي أن هذه الفوضى تمر بالموافقة الإجماعية من الناس، سواء في المجالس النيابية أو في وسائل الإعلام أو في واقع الحياة ... فهل تستقيم الحياة بتلك الفوضى الجنسية التي شرعها البشر؟!

أليس البشر -كلهم في الديمقراطية- هم الذين شرعوا الربا؟!

ودعك مرة أخرى من أن اليهودية الشريرة هي التي دفعت الناس دفعا إلى تشريع الربا.. فخضوع الناس في هذا الأمر لليهودية العالمية ليس عذرا لهم بل هو وزر يحملونه أمام الله يوم القيامة، وهو -أو مثله- الذي قال الله فيه عنهم:

{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} 2.

أي: أطاعوهم في التحليل والتحريم بغير ما أنزل الله كما قال العلماء والمفسرون في تفسير هذه الآية3.

دعك من هذا وخذ واقع الحياة في الديمقراطية الليبرالية الرأسمالية، تجد أن الربا يمر بموافقة إجماعية بغير اعتراض.. فهل استقامت الحياة بالربا الذي أحله البشر؟!

أليس البشر -كلهم في الديمقراطية- هم الذين وافقوا على "تحرير" المرأة؟!.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015