الديمقراطية بتمثيلها البرلماني بوسائل إعلامها بقواعد "الحرية" التي تقوم عليها، هي التي تبيح ذلك كله، وتجعله ضمن دائرة الحرية الشخصية، وتحميه بكل وسائل الحماية، وتعطيه الشرعية الكاملة.

فمن أراد نظامًا ليس فيه هذا كله فهو على وجه اليقين يريد شيئًا غير الديمقراطية الليبرالية كما هي مطبقة في عالم الواقع، يريد شيئًا لا واقع له بعد ولا نعلم على وجه اليقين كيف يكون!

إن الحرية التي تمنحها الديمقراطية الليبرالية هي حرية الحيوان لا حرية الإنسان1.

ولقد أراد "الثوار" الذين ثاروا في وجه الطغيان الإقطاعي أن يحرروا "الإنسان" من العبودية التي كانت تستذله وتهبط به عن الوضع الذي يليق بالإنسان.

ولكن اليهودية العالمية التي سيطرت على المجتمع الصناعي منذ مولده أرادت شيئًا غير ذلك. "فالإنسان" بالذات هو عدوها الذي ترهبه، وعدوها الذي تريد أن تقضي عليه. وسنحت لها الفرصة فحققت حلمها القديم في استحمار الأمميين وتسخيرهم لشعب الله المختار.. فمسخت آدمية أولئك الآدميين وحولتهم إلى أولئك الحمير..

فما الإنسان بغير عقيدة؟

وما الإنسان بغير أخلاق؟

فأما بغير عقيدة فقد قال عنهم الخالق تبارك اسمه: {لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} 2.

وأما بغير أخلاق ولا قيم خلقية، فالحيوان وحده هو الذي يعيش بغير قيم خلقية؛ لأنه ليس له إلا طريق واحد لا اختيار له فيه، فلا يوصف عمله بأنه أخلاقي أو غير أخلاقي، إنما يوصف بأنه عمل غريزي، فإذا أكلت القطة الفأر أو أتى الكلب أنثاه في الطريق فلا أحد يقول إن هذه أعمال غير أخلاقية! أما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015