ويهددوه بأن عجلة التطور ستسحقه وتقضي عليه!

ثم يقال للمرأة إن الزواج الباكر والإنجاب الكثير يفسد رشاقتها! ويقتل حيويتها! ويمنعها من مشاركة الرجل في إدارة شئون المجتمع! وتظل الصحافة "ووسائل الإعلام الأخرى" تلح على هذا الأمر حتى تخرج المرأة من فطرتها وتنظر إلى الزواج على أنه قيد يعوقها! وإلى الإنجاب على أنه عدو يفسد جمالها ورشاقتها، وإلى البيت والانشغال به على أنه إهدار لطاقتها بل إهدار لكرامتها! وبعد أن كانت -كما هو مركوز في فطرتها- تفرح بصيحة الطفل؛ لأنها تحقيق لرسالتها وإثبات لأنوثتها المتمثلة في الاستعداد للحمل والإنجاب، صارت تمقت صيحة الطفل، وتكره البيت، وحتى إن تزوجت تستخدم موانع الحمل لتحافظ على رشاقتها.

ثم يظل تأثير الصحافة ووسائل الإعلام عليها حتى ترى أن من حقها أن "تستمتع" بالحاية استمتاعًا حرا دون أن يفرض على استمتاعها قيد خلقي أو اجتماعي أو من أي نوع. فمن حقها أن تمارس الجنس في حدود الصداقة مع الرجل دون أن ينشأ عن ذلك بالضرورة زواج أو أسرة.. ومن حقها أن تؤخر الزواج حتى تشبع من الاستمتاع الحر.. ومن حقها أن تؤخر الإنجاب حتى تشبع من العمل خارج البيت ومن الرشاقة في الحفلات وحلبات الرقص.

ويصبح ذلك كله من مقررات "الرأي العام" النسائي على الأقل، بل النسائي والرجالي كذلك.. "أي: من مقررات العقل الجمعي"! ويصبح المعارض لذلك هو المجنون الأبله، وهو المتحجر على أوضاع عفى الزمن عليها ولا يمكن أن تعود!

ولنفرض أن المطلوب هو ترويج عملية ربوية كعملية التأمين على الحياة.

تظل الصحافة -ووسائل الإعلام الأخرى- تقص القصص عن أحوال الأسر التي تصيبها كوارث، حتى توقظ مشاعر الناس لهذه الحالة المنتشرة في المجتمع "ولا يذكر بطبيعة الحال أن تفكيك الأسرة وتفكيك روابط المجتمع في المجتمع الصناعي الرأسمالي كانت هي السبب في وجود هذه الحالة وانتشارها، لكي لا يتنبه الناس إلى المكر الماكر المحيط بهذا الشأن من أوله إلى آخره. ولكي لا يتنبهوا أن الحل الحقيقي هو إيجاد التكافل الاجتماعي سواء داخل الأسرة أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015