ويصبح مستعدا للحرب بعد إذ كان نافرًا منها أشد النفور.. وحتى يعطف على قضية اليهود بعد إذ كان كارها لهم أشد الكره!

وشيئًا فشيئًا يصبح حديث الحرب أمرًا عاديًا، بل يتحمس الناس للحرب ويضغطون على حكوماتهم أن تدخل الحرب تأديبًا للطاغية الذي يستحق التأديب، والذي إذا ترك وشأنه خرب الأرض ودمر مقومات الحضارة!

وشيئًا فشيئًا يتعاطف الناس مع اليهود الذين يعذبهم النازي ويحرقهم أحياء في الأفران1! ويصبح "الرأي العام العالمي" مهيأ للدعوة التي تجيء بعد ذلك بضرورة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين2!

ثم يشتد الحماس حتى تدخل كل دول الغرب في الحرب، ويشتد التعاطف مع اليهود حتى يصبح العرب في نظر العالم مجرمين, إذا أبوا أن يتنازلوا عن أرضهم وديارهم لشعب الله المختار!

ولنفرض أن المطلوب هو تفكيك روابط الأسرة ونشر الفساد الخلقي وتحريض المرأة ضد قوامة الرجل عليها.

تبدأ الصحافة بمهاجمة الزواج المبكر وذكر مضاره!

إن كلا من الزوجين يكون قليل الخبرة بالجنس الآخر نتيجة عدم الاختلاط، ثم قليل الخبرة بالحياة لصغر السن وقلة التجربة، ثم قليل الخبرة بتربية الأولاد.. الذين يجيئون في أول عهد الزواج فتسوء تربيتهم! لذلك يلزم تأخير سن الزواج مع إباحة الاختلاط حتى يتحقق التعارف بين الجنسين واكتساب الخبرة اللازمة للزواج، ويتأخر مجيء الأولاد حتى تزداد الخبرة فتحسن تربيتهم!

ثم يظل الحديث عن ضرورة الاختلاط يلح على الناس حتى يتكون "رأي عام" موافق على الاختلاط بعد إذا كان معارضًا له، ثم يظل الحديث يلح على الناس حتى يتحمسوا له، ثم يظل الحديث يلح على الناس حتى يبلغ الحماس للاختلاط أن يتهموا كل معارض له بالرجعية والتخلف والجمود والتأخر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015