ويجيء تضخم رءوس الأموال كذلك من إقامة الحياة كلها على الأساس الربوي الذي يمقته الله:
{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} 1.
والذي قال عنه الدكتور "شاخت" الألماني في تقرير أعده في الأربعينات من هذا القرن إن نتيجته الحتمية هي تزايد رءوس الأموال في يد فئة يتناقص عددها على الدوام وزيادة الفقر في عدد متزايد من الناس!
ويجيء تضخم رءوس الأموال أيضًا من إنشاء صناعات تافهة لا يحتاج إليها الإنسان الجاد الذي يعيش لأهداف جادة، بل هي تفسد الأخلاق وتميع الطباع وتشغل الناس بالتفاهات بدلًا من شغلهم بآفاق الحياة العليا.. وكل ذلك لأنها أكثر ربحًا.. ولأن دورة المال فيها أسرع بكثير من دورته في الصناعات الحقيقية التي تؤدي هدفًا جادا في حياة الإنسان.. كصناعة السينما وصناعة أدوات الزينة والتفنن في "المودات" سواء مودات الملابس أو مودات الأثاث في البيوت أو مودات السيارات في الطريق.
تلك أدوات التضخم الرأسمالي أو هذه أبرزها.. فأيها أدوات طبيعية؟ وأيها أدوات عادلة؟ وأيها أدوات لا تؤثر في إنسانية الإنسان؟
ولا يقولن أحد: هذه هي الرأسمالية، ولكننا نتكلم عن الديمقراطية! فالواقع أنه لا يمكن فصل هذه عن تلك!
إن هذه الديمقراطية -بمجالسها النيابية، بممثلي الشعب فيها- هي التي تصدر القوانين التي تبيح للرأسمالية أن تتصرف على هذا النحو دون أن تتدخل فيها، بل -في الحقيقة- دون أن تجرؤ على التدخل فيها!
ومن ناحية أخرى فإن الرأسمالية هي الوجه الاقتصادي للديمقراطية الليبرالية كما أن الديمقراطية الليبرالية هي الوجه السياسي للرأسمالية!
ولسنا نقول -كما تقول الشيوعية- إن الوضع الاقتصادي هو الذي