يركب فوق ظهورهم ليوجههم كيف يشاء!

ولنتتبع أحوال أوروبا خطوة خطوة لنرى من أين نفذ اليهود.

لو بقيت أوروبا على بقايا دينها, ولا نقول اعتنقت الدين الصحيح الذي حاربته تلك الحرب المتعصبة الحمقاء, فمن أين كان ينفذ اليهود؟

لو بقيت الأسرة مترابطة متماسكة تقوم على عفة المرأة وقوامة الرجل على البيت فمن أين كان ينفذ اليهود؟

لو بقي عامة الناس غير مفتونين بالحياة الدنيا ناظرين إلى الآخرة فمن أين كان ينفذ اليهود؟

لو قام العلم على غير عداء وصراع مع الدين، فمن أين كان ينفذ اليهود؟

لو بقي الناس يحرمون التعامل بالربا ويرفضون أن تقوم حياتهم عليه، فمن أين كان ينفذ اليهود؟

ثم..

حين قامت الصناعة بعد اختراع الآلة..

لو كانت هناك دولة تحكم بما أنزل الله, وتطبق منهجه في الحياة، وترفض أكل مال الأجير وتحرص على توفيته حقه، وحقه هو الذي يكفيه للحياة الكريمة هو وأسرته.. فمن أين كان ينفذ اليهود بنشر البغاء "الشعبي" والدفاع عنه وتولية الدولة حارسة عليه وراعية له! وقد فعلوا ذلك كله استغلالا لوجود الشباب الفاره من العمال بلا أسر في المدينة؟!

لو كانت هناك دولة تحكم بما أنزل الله، وتقيم لكل امرأة كفيلا يكفلها من ذوي قرباها، أو من بيت المال حين تفقد كل الكفلاء، فمن أين كان ينفذ اليهود الذين نفذوا من خلال اضطرار المرأة إلى الهجرة من الريف والعمل في المدينة، واضطرارها إلى التخلي عن عرضها في كثير من الأحيان؟

وحتى حين اضطرت المرأة للعمل..

لو كانت هناك دولة تحكم بما أنزل الله ولم تبح تلك التفرقة الظالمة في الأجر بين الرجل والمرأة التي تقوم بنفس العمل، فمن أين كان ينفذ اليهود الذين لعبوا لعبتهم الكبرى بقضية المرأة ودمروا بها المجتمع البشري كله؟

لو كانت المرأة غير مضطهدة ولا محتقرة ولا مهينة ولا منبوذة فمن أين كان ينفذ اليهود الذين استغلوا هذا الواقع السيئ لينفخوا في قضية المرأة ويمدوها إلى الأبعاد التي وصلت إليها في كل اتجاه؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015