المرابين اليهود، وكان هناك الزهد في متاع الحياة الدنيا التطلع إلى الآخرة.. وكان.. وكان.
ذلك كله حظ من دين الله المنزل لم يكن قد نسي في "القرون الوسطى المظلمة" في أوروبا. ورغم أنه لا ينفع عند الله ولا يشفع لهم يوم القيامة؛ لأن الله لا يرضى بتجزئة دينه أجزاء يؤمن الناس ببعضها ويكفرون ببعضها الآخر على هواهم:
{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ} 1.
رغم ذلك فإنه -بالنسبة لليهود- كان حاجزا منعهم من القيام بنشاطهم المفسد على نطاق واسع عدة قرون.
فلما أمعنت الكنيسة في الفساد والإفساد.. لما طغت كل طغيانها الذي تحدثنا عنه، وحاربت العلم, وحاربت حركات الإصلاح، ووقفت مع الطغاة ضد المظلمون.. وحين فسدت أخلاق رجال الدين فصاروا -بوضعهم ذلك- يصدون عن سبيل الله:
{إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} 2.
حين حدث ذلك كله أخذ الناس في أوروبا ينفرون من الدين وينسلخون منه، لا يفرقون بين ما قدمته لهم الكنيسة من الأباطيل وما أنزله الله من الحق.. ولا يسعون في الوقت ذاته إلى اعتناق الدين الصحيح.. عندئذ وجدت الفرصة التي يترقبها اليهود ليعيثوا فسادا في الأرض، وبدءوا ينشطون نشاطهم الشرير الذي ظل يتصاعد من القرن الثامن عشر -على الأقل- إلى القرن العشرين.
مخطط اليهود -كما جاء في التلمود- أن يستحمروا الأمميين ليركبوهم ويسخروهم لمصالحهم، فهل استطاعوا -قط- أن يستحمروهم وهم آدميون أي: لهم دين يلوذون به من كيد الشيطان أو حتى آثار من الدين؟
كلا! إنما الذي حدث بالضبط أن الأممين في أوروبا -بابتعادهم عن الدين وانسلاخهم منه- هم الذين استحمروا أنفسهم للشعب الشيطاني ودعوه أن