المتزايدة1 وهناك تشرد الأطفال!
وأما عن القلق النفسي والعصبي فتلك تقاريرهم تغني عن الحديث.. يصيب الجنون من أفراد الشعب الأمريكي أكثر من المصابين بأي مرض آخر من الأمراض الفتاكة.. والعيادات النفسية منتشرة في غرب أوروبا وأمريكا بدرجة ملحوظة، ومن "الروتين" المعتاد في الحياة الغربية أن يذهب الإنسان إلى العيادة النفسية مرة على الأقل كل شهر إن لم يكن مرة كل أسبوع لمعالجة القلق النفسي والاضطرابات العصبية! 2
وحوادث الانتحار كثيرة كثرة تلفت النظر.
والإدمان على الخمر والمخدرات في زيادة مستمرة رغم كل المحاولات التي تبذل للحد من الإدمان. والدلالة واضحة ولا شك، فلو أن الحياة سعيدة ومستقرة ما كان هناك دافع للهروب منها بالخمر والمخدر. إنما يلجأ إلى هذه "المغيبات" من يريد أن يفر من واقع ملا لا يستطيع مواجهته ولا يستطيع تغييره، فيهرب منه في خيالات مفتعلة تنسيه مرارته لحظات.. ثم يعود أسوأ مما كان فيهرب من جديد!
والجريمة -بجميع أنواعها- في تزايد مستمر. ووجود الجريمة ذاته له دلالة، فإذا زادت حتى أصبحت أصلا من أصول المجتمع بحيث لا يأمن الناس على أنفسهم أن تقع عليهم في أية لحظة جريمة خطف أو سرقة أو قتل أو أغتصاب، ويحتاجون دائما إلى إجراءات غير عادية لوقايتهم من الجريمة.. فإنها تعني عندئذ أن الروابط "الإنسانية" منحلة في هذا المجتمع، وأنه مجتمع مفكك في حقيقته، مهما وضع من الروابط السطحية المصطنعة على واجهته الخارجية!
وجرائم الأحداث أمر أسوأ دلالة وأشد خطورة.. وقد صارت مشكلة الأحداث الجانحين مشغلة دائمة للمجتمع الغربي. تجتمع لها المؤتمرات كل عام.. ثم تتزايد كل عام.
إنهم الأطفال المشردون الذين تركتهم أمهاتهم من أجل العمل في المكاتب