الجريمة والقانون.. إلخ. اعترفوا بأن غياب سلطة الأب في البيت والمجتمع سبب من الأسباب الرئيسية في تشرد الأطفال من ناحية. وزيادة نسبة الشذوذ الجنسي من ناحية أخرى!!
ومع ذلك فليس عمل المرأة ولا الشقاق الدائم في البيت ولا غياب سلطة الأب هي الأسباب الوحيدة لتحطيم الأسرة!
فهي -قبل ذلك- محاربة الميل الفطري إلى تكوين الأسرة من منبعه!
ألم يقل عالمهم دوركايم: كان المظنون أن الدين والزواج والأسرة هي أشياء من الفطرة ولكن التاريخ يوقفنا على أن هذه النزعات ليست فطرية في الإنسان؟!
ثم جاءت بقية العصابة فوضعت كما قال: "ول ديورانت" كل المعوقات في طريق الزواج وكل المرغبات في الإباحية الجنسية.
ولقد كانت "الصداقة" بين الرجل والمرأة هي الأداة الكبرى في يد العصابة لتحويل الفطرة عن مسارها.. ففي تلك "الصداقة" يجد الرجل والمرأة المنحرفي الفطرة كل مطالبهما!
يجد الرجل -المنحرف- متعة الجنس بلا تكاليف. لا التكاليف النفسية ولا العصبة ولا المادية.. فهو يقضي رغبته بلا معقبات.. لا زوجة يتحمل تبعتها ونفقاتها، ولا بيت مؤثث بما يناسب الأسرة ولا أطفال يحتاجون إلى الرعاية وتتزايد مطالبهم على الدوام، ولا التزام كذلك أن "يخلص" لرباط الزوجية لا يتعداه!
وتجد المرأة -المنحرفة- كذلك متعة الجنس بلا تكاليف، لا حمل يرهقها ويفسد "رشاقتها" ولا رضاعة ولا رعاية أطفال، ولا مسئولية إدارة بيت متعدد التبعات، وتجد بالإضافة إلى ذلك "زميلا" لا يطالبها بشيء على الإطلاق، فلا هو يطلب القوامة عليها، ولا هي مكلفة تجاهه بالخضوع لتلك القوامة التي تبغضها نفسها ولا تحب أن تدخل فيها.. ولا هي كذلك مكلفة بأن تكون له وحده كما تقتضي شرعة الزواج! 1.
فإذا كانت الأمور كذلك فلماذا الأسرة "ووجع الدماغ"؟!
فأما إن حدث الزواج بعد ذلك كله.. فهناك البيت المفكك وهناك نسبة الطلاق