في المحضن تغني عن الأم الحقيقية في البيت، فالواقع هو الذي يكذب الدعاوي الكاذبة كلها ويفندها1.

ولم يكن غياب الأم عن البيت هو العامل الوحيد في تحطيم الأسرة وتشريد الأطفال.. فهناك عنصر آخر لا يقل خطورة هو غياب "سيطرة الأب".

إن وجود "القوامة" في البيت أمر قرره الله {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} 2 والذي أودع في الفطرة البشرية سماتها ونوازعها وهو العليم الخبير، الذي يعلم ما يصلح لهذه الفطرة وما يصلحها.

ومن توفيقاته -سبحانه- أن أوجد في نفس الرجل السوي القدرة على القوامة والرغبة إليها، كما أوجد في نفس المرأة السوية الرغبة في قوامة الرجل والاطمئنان إليها:

{مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} 3

ولكن الشياطين أرادوا أن يلغوا هذا كله؛ لأن وجوده على هذه الصورة "مفسد" لمخططاتهم وعائق ضخم في سبيل الفساد الذي يسعون إليه. لذلك قال "علماؤهم" إنه ليست هناك فطرة! وإن قوامة الرجل ليست أصلا من الأصول الثابتة في الحياة البشرية. إنما هي انعكاس لوضع اقتصادي معين، يتغير ويتبدل حين يتغير الطور الاقتصادي ويدخل الناس في طور جديد.

وجاءت بقية العصابة -بكل وسائل الإعلام التي تملكها- فنفخت في المرأة روح التمرد على القوامة، بدعوى المساواة الكاملة في كل شيء. فهي تقبل الرجل "زميلا" و"صديقا" تمنحه جسدها ويعطيها الإشباع الجنسي.

ولكنها لا تقبله قيما في البيت ولا في المجتمع ولا في شأن من شئون الحياة!

ومن ثم لم يعد للرجل في الأسرة ذلك السلطان، إنما أصبح السلطان إما للمرأة التي تريد أن تثبت شخصيتها، وإما منازعة دائمة بين الرجل والمرأة في البيت، كل يريد أن يثبت أنه هو صاحب السلطان! وكلا الحالين مفسد لترابط الأسرة ومفسد للأطفال.

وأخيرا جدا اعترضت المؤتمرات التي تنعقد لدراسة مشكلة الأطفال الجانحين ويشترك فيها علماء من كل نوع، في علم النفس وعلم الاجتماع وعلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015