دون تحمل أي مسئولية على الإطلاق.. لا مسئولية مخالفة قواعد الأخلاق ومجافاة التقاليد.. فقد ذهبت الأخلاق والتقاليد، ولا مسئولية تحمل أعباء أسرة في مقابل الإشباع الجنسي، فالإشباع قد أصبح بهذا "التطور" متاحا بغير مقابل، ولا المسئولية "الجنائية" "فالصداقة" تمنع الجزاء!

وأما هي فما الذي يمنعها؟ الحياء؟! وماذا كان يفعل الشياطين طوال كل هذه السنوات إلا قتل هذا "العدو" الفطري وإنشاء فتاة "جديدة" "متطورة" قليلة الحياء؟!

من أجل ذلك "طفح" الجنس.. في الشارع والغابة والنادي والملعب والمرقص، والقصة والمسرح "والسينما فيما بعد" وفي المجلة والصحيفة اليومية فضلا عن المجلة المخصصة للصورة العارية والإثارة الجنسية، ووصل إلى درجة التهتك والحيوانية التي يتعفف عنها بعض أنواع الحيوان!

وبمناسبة ذكر السينما فهي في أصلها مؤسسة يهودية خالصة فكرة ومالا وتخطيطا وتوجيها.. هدفها العمل السريع على إفساد الأمميين بما للصورة المتحركة من سحر وقدرة على التأثير. وإذا كان الأمميون اليوم "يتنافسون" في مجال السينما، ويتسابقون في تحويلها إلى ماخور كبير، فعن رضا كامل من الشياطين وتشجيع! فما أشد ابتهاجهم بهذا التنافس والتسابق، وما أشد فرحتهم وهم يرون اللعبة المسمومة سارية المفعول، لا ينجو منها فتى ولا فتاة ولا شيخ ولا شيخة ولا طفل ولا طفلة إلا من رحم ربك!

أما التلفزيون -آخر المستحدثات- فلا يحتاج إلى حديث:

فالخلاصة أن وسائل الإعلام كلها قد استخدمت على نطاق واسع لإشاعة الفساد الخلقي والتفاهة والتميع والانحلال في كل بلاد الأرض.. والشياطين يتفرجون!

وأما تفكك الأسرة فحدث عنه كذلك ولا حرج!

لقد كان البيت سكينة وسكنا بالزوجة التي تعمره والأم ترعى أطفاله:

{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} 1.

وقد جعلها الله آية يتفكر فيها الناس ويتدبرون حكمتها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015