لحظة! بإشارة ومن غير إشارة! فالمرأة العارية المتبرجة المبرزة "لمفاتنها" أمامه حيث ذهب، يلقاها حيث توجه.. لا واحدة ولا عشر ولا مئات! كلهن! من فيهن بغير تبرج ولا زينة ولا تفتن في "جذب" الرجل إليها؟!

فإن كان دنيء الحس حيوانا فالبغاء الرسمي وغير الرسمي ميسر، والمحترفات كثير! وإن كان مهذبا! "متحضرا" "مترفعا! " فهناك "الصداقة" وهي متاحة أبدا بحكم الزمالة والاختلاط المستمر، وفي الصداقة يقضي حاجة الجنس كلها، ومعها "تقدير" المجتمع لتهذبه وتحضره وترفعه، وقضائه حاجة الجنس مع الهاويات لا مع المحترفات.

أما هي فقد رضيت بتلقي "عواطف" الرجل ومغازلاته وإطرائه "لجمالها" و"فتنتها" و"رشاقتها" و"جاذبيتها".. ورضيت كذلك بتلقي نزوات جسده؛ لأنها هي أيضا تطلب الجنس!

أما قرأت فرويد؟!

ألم يقل لك فرويد في التفسير الجنسي للسلوك البشري إن الإنسان كله طاقة جنس متحركة تسعى لإثبات الذات عن طريق ممارسة الجنس؟ وإن التحقيق الأكبر للذات هو الذي يتم عن طريق الجنس؟!

ألم يقل إن أي حاجز يوضع أمام طاقة الجنس فمعناه الكبت والعقد النفسية والاضطرابات العصبية؟

وهي أيضا لا تريد لنفسها الكبت ولا العقد ولا الاضطرابات! إنها تبحث عن "الصحة النفسية" وهذا حقها الطبيعي.. والصحة النفسية لا تتحقق -كما قال فرويد- إذا كان هناك حاجز يقف في طريق الإشباع الجنسي!

فلما قيل لها كما قيل في كل مرة، الدين.. والأخلاق.. والتقاليد.. لعنت كل أولئك وطالبت "بحقها"! حقها في إبداء عواطفها! حقها في أن تهب نفسها لمن تشاء.. فهذا هو التحرر! هذا هو التحرر!

ألم يقل ماركس إن المرأة في المجتمع الصناعي تتحرر؛ لأنها تستقل اقتصاديا عن الرجل فتتحرر من سلطانه فتفقد قضية العفة أهميتها؟!

ما قيمة العفة؟ من ذا الذي يحرص اليوم عليها؟ 1

إن الرجل ذاته قد تبلد حسه، وفَقَدَ عرضه، ولم يعد يهتم! بل إنه في سبيل لذاته الحيوانية الهابطة قد رحب كثيرا بهذا التطور الذي يسر له تحقيق رغباته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015