ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" 1.

فالمنهج الرباني الذي خصص المرأة لوظيفتها لم يعيرها بها, ويجعلها مهينة من أجلها، بل كرمها من أجل تلك الوظيفة وأكرمها وهي تقوم بها، وقال لها إن قيامها بهذه الوظيفة هو سبيلها إلى رضوان الله والجنة، كما أن القتال في سبيل الله هو طريق الرجل إلى رضوان الله والجنة, فجعل هذه مكافئة لتلك؛ لأن الله يعلم سبحانه أن هذا هو الميزان الصحيح الذي يقيم الحياة البشرية بالقسط، ويعلم خطورة الدور الذي تقوم به المرأة في رعاية البيت وتنشئة النشء، ويعلم كذلك مدى الفساد الذي يمكن أن ينشأ حين تهجر المرأة وظيفتها من أجل أي شيء آخر في هذا الوجود، فضلا عن أن يكون هذا الشيء هو مجرد اللهو والعبث والفساد الخلقي!

ولكن الجاهلية التي يسيطر عليها اليهود ويوجهونها قد ضربت بالمنهج الرباني عرض الحائط.. واتبعت وحي الشياطين فأي شيء أصابها حين فعلت ذلك وأي خبال؟!

فأما الفساد الخلقي فحدث عنه ولا حرج!

لقد ظل الرجل "يكافح" ضد "حقوق المرأة" ردحا من الزمن غير قليل ويعارض -بالذات- مزاحمتها له في ميدان العمل. ولكنه أخيرا لان في معارضته، بل كف عنها نهائيا وتحمس لمشاركة المرأة له في جميع الأعمال! فهل تغير الرجل حقيقة في تلك الجاهلية فأصبح -فجأة- مؤثرا عادلا بعد أن كان ظالما مستأثرا يستأثر لنفسه بالمكانة السامية والمنزلة الرفيعة؟! أو أن المرأة أجبرته بالفعل على احترامها كما زعمت الجاهلية وهى تزين للمرأة أن تقحم نفسها في كل ميدان كان الرجل يستأثر به من قبل حتى ميدان الفساد الخلقي؟!

كلا! إنما حسب الحسبة فوجدها رابحة!

وأربح ما فيها سهولة الحصول على المرأة في المكتب والمصنع والنادي والشارع والمرقص والملعب.. في كل مكان!

لم يعد يتعب في الحصول على لذائذ الجنس! فهى متاحة له أبدا في كل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015