البوليس. لقد تمزقت أوصال القانون الأخلاقي الزراعي، ولم يعد العالم المدني يحكم به1.
ولا يناقش "ول ديورانت" تلك الأسباب التي قال إنها تعطل الشباب عن الزواج الباكر، إنما يأخذها أمرا واقعا وقضية مسلمة وينظر إلى آثارها كذلك على أنها أمر واقع لا حيلة فيه أكثر من كلمة أسى عابرة يقولها ويدعها تمضي تصيب من تصيب!
ولكن! أهي حقا كذلك؟ أهي أمر لا مفرد منه؟
من الذي وضع العوائق في طريق الزواج، ثم وضع الصداقة "أو البغاء! " بديلا من الزواج، ثم زعم أنه تطور حتمي جاء به الطور الاقتصادي الجديد؟!
إنهم -كلهم- يهود!
ثم سمموا أفكار الأمميين، فأصبحوا يرددون وراءهم ما يقولون!
لو بقيت الأسرة الكبيرة على ترابطها وظل الأب ينفق على أولاده حتى يتكسبوا "وهم ينفقون عليه في كبرته إذا احتاج" وظلت أسعار الحاجيات في النطاق المعقول، وجعلت رواتب الخريجين بحيث تكفي لتكوين أسرة أو أعطي الراغبون في الزواج منحة تمكنهم من إنشاء الأسرة.. فأي حتمية كانت تقف في طريق ذلك كله وتمنع تنفيذه؟
كلا! إن القضية كلها أن الشياطين لا يريدون! لا يريدون أن يظل للأمميين دين ولا أخلاق ولا أسرة ولا زواج؛ لأن هذه كلها" عوائق" تمنع دوران العجلة الشريرة التى تنشر الفساد!
لذلك أنشئوا الواقع على هذه الصورة وزعموا أنه التطور الحتمي. وأن عجلته ستسحق كل من يقف في الطريق!
ودارت العجلة دورتها فأحدثت كثيرا من الشر.
ولندع ول ديورانت نفسه يصف جانبا من هذا الشر، كما وجده في بلاده في أوائل هذا القرن، وكما تخيل نتائجه المقبلة. وإن كان الواقع الذي حدث بالفعل أفظع بكثير مما تخيله في ذلك الحين: