فلتذهب جميعها إذن إلى غير رجعة، لتنال المرأة حقوقها وتستريح.

وكان هذا لأمر يراد..

كان يراد إحراج صدرها ضد الدين والأخلاق والتقاليد لتنسلخ هى منها أولا، ثم لا تربي أبناءها عليها فيما بعد؛ لأن ذلك هو الضمان الوحيد لإفساد المجتمع فسادا لا رجعة فيه!

لقد جرب المخططون من قبل محاولة إفساد المجتمع عن طريق إفساد الرجل وحده فلم تنجح التجربة بالصورة المطلوبة.. إن الشاب مهما فسد في فترة شبابه فإنه يعود إلى ما لقنته له أمه في طفولته من مبادئ الدين والأخلاق والتقاليد، حتى إذا أخذ يؤسس أسرة أسسها على تلك القيم التى تلقاها من قبل، ولم تفلح الفترة التى انفلت فيها في شبابه في تحويله إلى المسار الجديد..

وعندئذ أدركوا أنه لا بد من إفساد الأم ذاتها لكي لا تلقن أطفالها تلك "المبادئ" التى تعرقل خطوات الشياطين.. وساروا بها تلك المسيرة الطويلة في طريق الفساد، ولكن الحواجز -أو بقايا الحواجز- ما تزال تمنعها أو تبطئ خطواتها على الطريق.. فلتكن المعركة إذن حامية بين المرأة وبين الدين والأخلاق والتقاليد، لكي تحطمها بنفسها، ولكي تكون في مناعة كاملة منها حين تصبح أما ذات أطفال.. فلا تبذر في نفوسهم تلك البذور السامة التي يكرهها -أشد ما يكره على الإطلاق- شعب الله المختار.

لقد كانت مسألة إقحام المرأة في ميدان العمل جزءا رئيسيا من الخطة الشريرة.

فإخراجها من البيت لتتعلم، وإشاعة الاختلاط والصداقات بين فتيان الجامعة وفتياتها، وتعويد المجتمع على قدر من الفساد الخلقي، وتحطيم التقاليد التي كانت تمنع ذلك كله.. كل ذلك مفيد ولا شك، ولكنه ليس كفاية!

ما زالت المرأة -بقدر ما- خاضعة للرجل في الأسرة والمجتمع، وما زال هذا القدر من الخضوع -على ضآلته بالنسبة لما كان من قبل- عائقا يعوق المرأة عن مزيد من الفساد؛ لأن الرجل -بأنانيته كما يقولون، أو بشيء من التعقل والتفكير وعدم الاندفاع- يعارض في توسيع مجالات المرأة ويريد أن يربطها بوظيفتها وببيتها وأولادها، وذلك كله يعوق خطوات الشياطين.

لذلك كان لا بد من إخراج المرأة نهائيا من سيطرة الرجل، ليتم للمخططين كل ما يريدون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015