عنها مخلصين! إنما كانت هي الطعم المزيف الذي وضعناه ليأتي الصيد.. وقد جاء.. فما حاجتنا بعد للتزييف1؟!

ولكن "تطورات" كثيرة كانت تحدث في تلك الأثناء.. كانت ألسنة اللهب تمد مدا لتحرق أشياء جديدة في مجالات جديدة..

طالبت المرأة -أو طولب لها- بحق العمل بعد حق التعليم.

وهل كان في ذلك شك لم يرقب سير الأمور؟

هذه هى الفتاة قد تعلمت على خط الرجل تماما من الألف إلى الياء.. من التعليم الابتدائي حتى الجامعة.. و"أثبتت جدارتها" في كل مرحلة من هذه المراحل بل تفوقت على الرجل في كثير من الأحيان.. فلماذا لا تعمل كما يعمل؟!

ما الذي يمنع؟!

الدين؟ الأخلاق؟ التقاليد؟!

لقد رفع "الرجل" هذه الشعارات كلها في وجه المرأة ليصدها عن السير في هذا الطريق..

وقال المدافعون كما قالوا كل مرة: إن الرجل يخشى على مكانته التقليدية وتميزه التقليدي، ويخشى منافسة المرأة له في ميدانه الوحيد المتبقى له بعد أن تخلى عن تفرده في جميع الميادين بفعل الكفاح "المر" الذي خاضته المرأة لنيل حقوقها.. وسيتخلى عن هذا الميدان رضي أم أبى.. لأن خطى "التطور الحتمي" ستجبره في النهاية على التسليم.

ولكن الرجل لم يتنازل عن تفرده في هذا المجال بسهولة، وظل يرفع تلك الشعارات يحاول بها أن يصد المرأة عن اللحاق به في هذا الميدان..

هل كان يؤمن حقيقة بالدين والأخلاق والتقاليد؟

كلا! إنما هو مجرد سلاح يستخدمه في المعركة حين يظن أنه سلاح مفيد!

ولكن الشياطين دخلوا مرة أخرى يستغلون الفرصة السانحة أقصى ما يستطيعون من استغلال.

دخلوا ليثيروا في قلب المرأة حقدا جارفا على الدين والأخلاق والتقاليد.. على أساس أن كل ما تطالب به المرأة هو حقوقها المشروعة، وأن الذي يقف في سبيل نيلها لهذه الحقوق هو هؤلاء الأعداء الثلاثة: الدين والأخلاق والتقاليد..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015