يراد إفساده بأكمله، حتى تفسد الطبقة المتوسطة التي تقوم بالدور الأكبر والأخطر في رسم الصورة الظاهرة لهذا المجتمع، والتي في يدها -في ظاهر الأمر على الأقل- مقاليد السلطان.

والجامعة هي المكان الرئيسي لتخريج الكثير من أفراد هذه الطبقة، أو البارزين منهم على أقل تقدير. لذلك كان التركيز على أن يبدأ الفساد من هناك..

ومن هناك ينتشر في جميع الأرجاء.

كان الاختلاط "البريء" ما يزال يجري داخل أسوار الجامعة، ولكنه كان يحمل في أطوائه الجرثومة التي تقضي في النهاية على براءته. فقد بدأت "العلاقات الخاصة" تنمو بين أزواج من الفتيان والفتيات كما لا بد أن يكون..

وبدأت هذه العلاقات الخاصة تضيق بالانحصار داخل الأسوار، التي تفرض البراءة المصطنعة على وضع هو بطبيعته غير بريء.

وكان لا بد أن "يتفجر" الوضع ويخرج إلى الطريق..

وأخذ المجتمع يتعود أن يرى أزواجا من البنين والبنات يخرجون من بناء الجامعة مصطحبين، في أدب ظاهر أول الأمر، ثم يخف الأدب ويقل الحياء بالتدريج.. وأيا كان رأى ذلك المجتمع في هذه البدعة الجديدة فإنه سرعان ما تبلد حسه عليها فلم تعد تثير انتباهه، إلا أن يرى حركة مستهجنة "أي: كانت في ذلك الوقت مستهجنة" كضحكة أو لفتة أو نظرة أو لمسة مما كان -يومئذ- أمرا غير لائق في الطريق! ولكنه عاد فتبلد حسه حتى على الحركات التى كان يستهجنها من قبل، وعزاها -ببساطة- إلى أن هذا الجيل الجديد جيل فاسد لا يرجى منه خير، وألقى القضية من حسه، وتركها لتصبح أمرا واقعا في المجتمع "الجديد"!

وملأت "الصداقات" المجتمع.. الصداقات بين الفتيان والفتيات.. صداقات بريئة, هل في ذلك شك؟!

زميل وزميلة.. أحس كل منهما بالميل إلى الآخر والراحة إليه..

ويلكم أيها المتزمتون! أليس لكم هم إلا الاعتراض على الأمور التي لا تستوجب الاعتراض؟! ألا تريدون أن يبنى البيت السعيد على المودة والحب؟

هذان فتى وفتاة سيجمع بينهما الزواج السعيد عما قريب! أليس من الأفضل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015