والنهي عن المنكر، ومثار اللعنة على أية أمة ألا يتناهى فيها عن المنكر ولا يؤمر بالمعروف.

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} 1.

{لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ، كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} 2.

لأن المنكر إذا نهي عنه تَوّ حدوثه يتوقف فلا يمتد ولا يتوسع.. أما إذا سكت عنه فإنه يزداد، ويظل في ازدياد حتى يصبح المعروف منكرا والمنكر معروفا، وعندئذ تفسد الحياة، وتحل اللعنة التي كتبها الله..

ولقد أصبح من الأمور المعتادة أن ينتحي فتى وفتاة جانبا من الفناء ليتناجيا لا ليتحدثا حديثا عاما بصوت مسموع! وتبدأ -بطبيعة الحال- قلوب تكون أميل إلى قلوب.. ويكون حديث النجوى هو حديث هذه العواطف التي تتجاوب بها القلوب!

والعواطف -حتى الآن- "بريئة"!

لا لأنها في طبيعتها بريئة.. ولكن لأنها -حتى الآن- محصورة في داخل الجامعة لا تستطيع أن تخرج إلى الطريق.. لأن المجتمع لم يتعود بعد أن يرى الاختلاط في قارعة الطريق..

لقد كانت هناك طبقة فاسدة -دائما- في المجتمع هي طبقة "الأرستقراطيين" أصحاب القصور، وهذه يعرف عنها الاختلاط "غير البريء" وتنشر فضائحها على المجتمع وتتناقلها أفواه الناس.. ولا تبالي! لأنها -دائما- بتأثير الترف الفاجر الذي تغرق فيه ضعيفة الإحساس بالقيم والمبادئ، والقيم الخلقية بصفة خاصة.. وانظر إلى امرأة العزيز في مجتمع آخر وزمان آخر مختلف كل الاختلاف ولكنه يلتقي في هذه النقطة مع كل مجتمع مترف في التاريخ.. انظر إليها كيف تصارح نساء طبقتها بالفاحشة ولا تبالي أن يتحدث المجتمع عن "فضيحتها".. إنما تغضب غضبا "طبقيا" فقط؛ لأن ألسنة النسوة تستنكر منها أن تتجه بنزوتها إلى عبد مملوك لها، وإن كانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015