وكان للفتيات حجرة خاصة من أجل راحتهن وزينتهن وخلوتهن.. وكن يهرعن إليها فيما بين المحاضرات لكي لا ينفردن بالطلاب في غيبة الأستاذ الذي يتم في حضوره "الاختلاط البريء"!

ولكن الأمور لم تظل على هذه الصورة، وليس من شأنها أن تظل.. وكان المخططون يعلمون أنها لن تظل!

رويدا رويدا بدأت "أجرأ" الفتيات تتلكأ فلا تذهب إلى حجرتها فيما بين المحاضرات.. وبدأ أجرأ الفتيان يلقي إليها بتحية.. ثم حديث.. وجاءت ثانية وثالثة.. وصار من المعتاد أن يبقى الفتيات في الحجرة لا يغادرنها بين الدرس والدرس.. وصار من المعتاد أن تجري التحية ويجري الحديث..

وكان حديثا "بريئا" دون شك! فمن ذا الذي يملك أن يتحدث في ذلك الحين حديثا غير بريء؟ وأى فتاة مهما يكن من "جرأتها" تستطيع -في ذلك الوقت- أن تتلقى حديثا غير بريء وتتقبله أمام الآخرين؟!

بقية من الحياء، إن لم يكن هناك دين ولا أخلاق ولا تقاليد!

وهذه البقية من الحياء هى التي عمل الشياطين على قتلها والقضاء عليها، فما تصلح الخطة كلها إن بقي عند الفتاة شيء من هذا الحياء الفطري الذى خلقه الله في الفطرة السليمة سياجا يحمي الفتاة من السقوط والتبذل، وميز به أنثى الإنسان عن إناث الحيوان1، كما جعل للعفة علامة حسية في جسدها ميزها بها عن إناث الحيوان، فجعل أخلاق الجنس جزءا لا من التكوين النفسي وحده، ولكن من التكوين البيولوجي والفسيولوجي كذلك لأنثى الإنسان.

ولكن الجاهلية المعاصرة التي يقودها اليهود ويقودون الناس إليها تأبى هذا التميز الفطري عن الحيوان، سواء في قضية العفة أو في قضية الحياء.. لأن شعب الله المختار لا يريد أن يبقي على شيء من آدمية الآدميين؛ لأنهم حينئذ سيرفضون أن يركبهم الشعب المختار ويسخرهم لمصالحه.. سيرفضون أن يكونوا الحمير التي تركبها الشياطين.

لذلك جردوا حملاتهم على الفتاة لتكون قليلة الحياء!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015