أوليس الخير لكم أن تكون الأم متعلمة فتحسن تربية أولادها؟!

وقالوا: إن الفتاة يمكن أن تختار من الدراسات الجامعية ما يناسب طبيعتها "الرقيقة اللطيفة" فتدرس الأدب في كلية الآداب. أليست الفتاة رقيقة المشاعر رقيقة المزاج؟ أوليس الشعر والأدب يرقق المشاعر ويوسع الخيال؟!

فأي مانع لديكم؟! وتدرس الطب لتطبب النساء, أي مانع لديكم؟! وتتخرج مدرسة لتعليم البنات, أي مانع لديكم؟!

ولكن بقيت -مع كل ذلك- عقبة غير ذلول.

التعليم الجامعي معناه الاختلاط.. اختلاط الفتيات بالشبان في الجامعة.. ودون ذلك يحول الدين والأخلاق والتقاليد "ولم يفكر أحد -من طرفي الجاهلية: المؤيدين والمعارضين- في عمل جامعات نسوية خاصة بالفتيات".

وكانت تلك العقبة هي البندقة الصعبة الكسر كما يقولون في أمثالهم ... فقد تشبث المعارضون بالتعلق بالدين والأخلاق والتقاليد في وجه قضية الاختلاط.

واحتال المدافعون لتزيين الاختلاط في بادئ الأمر، ثم لجئوا في النهاية إلى الكشف عن وجوههم جهرة، ومهاجمة الدين والأخلاق والتقاليد مهاجمة صريحة حين أصبح ذلك -بالدق المستمر- أمرا في حيز الإمكان.

قالوا: لا تخافوا! لن يحدث شيء على الإطلاق!

إنها لا تختلط به في رقص ولا لهو! إنها تختلط به اختلاطا "بريئا" في جو علمي خالص, تحت إشراف الأستاذ وسمعه وبصره, الأستاذ هو الوالد والمربي والموجه لكلا الشاب والفتاة في قاعة الدرس، وتحت إشرافه التربوي التوجيهي يجلس الفتى والفتاة ساعة من الوقت يتلقون العلم, ويتناقشون في قضايا علمية وإنسانية واجتماعية وفكرية, فأي جو أطهر من هذا الجو وأقدر

على رفع المشاعر وتهذيب الأخلاق؟! من ذا الذي يخطر له -في هذا الجو- أن يسيء الأدب أو يسيء إلى الأخلاق أو تخطر في باله خاطرة من خواطر الفساد؟!

بل إن الاختلاط ذاته أداة للتهذيب!

ألا ترون إلى الشبان في مجتمعاتهم كيف تجري بينهم الألفاظ الخشنة والألفاظ الخارجة.... أيجرؤ أحدهم -في حضرة الفتيات- أن يتلفظ بلفظ خارج؟

بل إن الاختلاط أداة لنفي خواطر الجنس!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015