وقالوا: إنها تتزوج -عادة- في السادسة عشرة أو السابعة عشرة.. فمتى تذهب إلى الجامعة؟!
وقالوا: إن ذلك يخالف التقاليد.
وصمد "المدافعون عن حقوق المرأة" لهذه الهجمات كلها, وكأنهم -الآن- قد أصبحوا يعرفون النتيجة! إنها مسألة وقت فحسب!
أما المخططون فما كانوا ليكشفوا أوراقهم كاملة من أول لحظة فذلك ينافي "فن" اللعب، كما أنه قمين بإفساد اللعبة بكاملها.
أيقولون للناس الآن ماذا يريدون أن يفعلوا بقضية المرأة في المستقبل فيحجم الآباء عن إرسال فتياتهم إلى الجامعة، بل تحجم الفتيات أنفسهن بالبقية الباقية فيهن من الدين والأخلاق والتقاليد ... والحياء! الحياء الأنثوي الفطري الذي خلقه الله، والذي يخطط لإفساده شعب الله المختار!
كلا! إنما يترك ذلك للتخطيط البطيء.. بطيء ولكنه أكيد المفعول!
قال المدافعون: إن الفتاة ستثبت جدارتها في التعليم الجامعي كما أثبتت جدارتها من قبل في التعليم الثانوي. وكنتم أيها الرجعيون المتزمتون تشككون في قدرتها على تلقي علوم الأولاد في المرحلة الثانوية ونجاحها فيها فهزمكم الواقع وأسقط حجتكم وألجم أفواهكم! وسيتبين لكم غدا أنكم كنتم واهمين بالنسبة للتعليم الجامعي كما كنتم واهمين من قبل بالنسبة للعليم الثانوي.. فقط اتركوا لها الفرصة لتثبت مقدرتها! كيف تحكمون على شيء لم تجربوه بعد؟!
وقالوا: إن الرجل يخشى المنافسة! يخشى على مكانته "التقليدية" أن تنافسه فيها المرأة فيفقد هذه المكانة! إنها عقدة النقص! لو كان الرجل واثقا من نفسه ما خشي المنافسة! إنه يلجأ إلى "التقاليد" ليحمي امتيازاته! تلك التقاليد البالية المتعفنة التي ينبغي أن تزول! التقاليد التي تحتقر المرأة وتمتهنها وتجعلها مستعبدة للرجل! لا عبودية بعد اليوم!
وقالوا: إن الدراسة الجامعية لا تمنع المرأة عن وظيفتها, فما الذي يمنعها أن تتزوج؟ فقط تؤجل الزواج بضع سنوات! ومن أرادت أن تتزوج وتترك الدراسة الجامعية فمن يمنعها!
وقالوا: إن الدراسة الجامعية -على العكس- توسع مداركها وتوسع آفاقها فتعينها على أداء وظيفتها! أتريدون أن تكون أمهات أطفالكم جاهلات؟