{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} 1.
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 2.
"إنما النساء شقائق الرجال" 3.
لذلك كانت موضع الرفض الكامل من الفريق الذي تصدى للدفاع عن المرأة، وكانت موضعا لتنديدهم بعنجهية الرجل المتغطرس على غير أساس!
وما نقول إن إثارتها على النحو الصحيح كما شرعها الله كانت ستجدي شيئا في الدوامة التي أثيرت حول "قضية المرأة" ووجهت توجيها معينا منذ البدء يخدم أغراض الشياطين، إنما نقول إنه لو كانت الحياة في المجتمع الأوروبي قد سارت منذ البدء على هدى المنهج الرباني لما وجد الشياطين قضية يثيرونها ويلعبون بها على النحو الخطير الذي فعلوه.
وحين نجحت الفتاة في الدراسة وساوت الولد أو تفوقت عليه أحيانا فهل كان هناك شك في الخطوة التالية؟!
طالبت -أو طولب لها- بدخول الجامعة!
ويبدو الأمر طبيعيا جدا ومنطقيا جدا ... بينما تبدو المعارضة قائمة على غير أساس!
وعلى أي حال فقد قامت المعركة المعتادة كما قامت من قبل مع كل خطوة سابقة وكما قامت من بعد في كل خطوة لاحقة.
قال المعارضون: إن نجاحها في المرحلة الثانوية لا يعتبر دليلا على مقدرتها على الدراسة الجامعية، فالجامعة شيء آخر غير الدراسة الثانوية!
وقالوا: إن التعليم الجامعي لا يناسب طبيعتها "وهي هنا الطبيعة الرقيقة اللطيفة" فهو تعليم جاف لا يناسب إلا الذكور!
وقالوا: إن مكان الفتاة الطبيعي هو البيت، لتكون زوجة وأما وراعية أطفال، وليس هو الجامعة البعيدة كل البعد عن طبيعتها والمعطلة لها عن وظيفتها طوال مدة الدراسة.
وقالوا: إنها ماذا تفعل بالدراسة الجامعية؟ وما حاجتها إليها حين تصبح ربة بيت وزوجة وأم أطفال؟!