واستعداده النفسي بصرف النظر عن قدرته العقلية.
يقول الدكتور ألكسيس كاريل في كتاب "الإنسان ذلك المجهول L'Homme cet unconnu "ص108, 109 من الطبعة الثالثة من الترجمة العربية لشفيق أسعد".
"إن الاختلافات الموجودة بين الرجل والمرأة لا تأتي من الشكل الخاص للأعضاء التناسلية، ومن وجود الرحم والحمل، أو من طريقة التعليم. إذ إنها ذات طبيعة أكثر أهمية من ذلك. إنها تنشأ من تكوين الأنسجة ذاتها, ومن تلقيح الجسم كله بمواد كيمائية محددة يفرزها المبيض, ولقد أدى الجهل بهذه الحقائق الجوهرية بالمدافعين عن الأنوثة إلى الاعتقاد بأنه يجب أن يتلقى الجنسان تعليما واحدا، وأن يمنحا قوى واحدة ومسئوليات متشابهة.
والحقيقة أن المرأة تختلف اختلافا كبيرا عن الرجل, فكل خلية من خلايا جسمها تحمل طابع جنسها, والأمر نفسه صحيح بالنسبة لأعضائها, وفوق كل شيء بالنسبة لجهازها العصبي, فالقوانين الفسيولوجية غير قابلة للين مثل قوانين العالم الكوكبي. فليس في الإمكان إحلال الرغبات الإنسانية محلها.
ومن ثم فنحن مضطرون إلى قبولها كما هي. فعلى النساء أن ينمين أهليتهن تبعا لطبيعتهن ولا يحاولن تقليد الذكور، فإن دورهن في تقدم الحضارة أسمى من دور الرجال، فيجب عليهن ألا يتخلين عن وظائفهن المحددة".
ولكن الجاهلية -من جانبيها كما قلنا- ركزت على المقدرة العقلية أكثر من أي شيء آخر، فخسر المعارضون حين نجحت الفتاة بل تفوقت أحيانا على الولد، وهلل المدافعون وأمعنوا في إثارة الضجة حول قدرة الفتاة التي لا تقف عند حد، ومساواتها التامة للرجل في كل شيء!
حقيقة إن قضية الوظيفة والاستعداد النفسي قد أثيرت من جانب المعارضين، ولكنها أثيرت بروح التحقير والامتهان، لا على أساس توزيع الوظائف والتكاليف على شقي النفس الواحدة مع المساواة في الإنسانية كما قال رب العالمين ورسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} 1.